السودان.. تظاهرات ضد حكم العسكر ورفض دولي لتعيين بديل لحمدوك

العالم - Wednesday 05 January 2022 الساعة 07:02 pm
نيوزيمن، وكالات:

تظاهر آلاف السودانيين في شوارع العاصمة الخرطوم وضاحيتها أم درمان فضلا عن بورتسودان (شرق) ونيالا في جنوب دارفور، الثلاثاء، للتعبير عن رفضهم لاستمرار الحكم العسكري رغم الانتشار الكثيف لقوات الأمن.

وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على متظاهرين نزلوا إلى الشوارع احتجاجا على انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بعد يومين على استقالة رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك.

وبعد يومين من استقالة حمدوك، الذي كان البرهان قد أزاحه ضمن القرارات التي اتخذها للهيمنة على السلطة وإبعاد شركائه المدنيين منها في 25 أكتوبر ثم عاد إلى منصبه بعد أسابيع تحت الضغوط الدولية، هتف المتظاهرون في الخرطوم "لا لحكم العسكر" ودعوا إلى إسقاط المجلس السيادي الذي يترأسه البرهان.

وسار المحتجون باتجاه القصر الرئاسي في الخرطوم ومقر قيادة الجيش في وسط العاصمة. غير أنه تم إغلاق الشوارع المؤدية إلى وسط الخرطوم من قبل شرطة مكافحة الشغب والقوات شبه العسكرية وأفراد الجيش مع إطلاق الغاز المسيل للدموع على الحشود.. بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن شهود عيان.

ويكثف الناشطون السودانيون المطالبون بحكم مدني ديموقراطي دعواتهم للاحتجاج بعد تصاعد العنف من قبل الأمن تجاه المتظاهرين ما أسفر حتى الآن عن مقتل 57 متظاهرا وسقوط مئات الجرحى.

 كما تعرضت 13 امرأة على الأقل لحوادث اغتصاب.

ورغم تعهد البرهان إجراء انتخابات عامة في منتصف 2023 استمرت الاحتجاجات على الانقلاب وعلى الاتفاق الذي وافق بموجبه حمدوك على العودة إلى منصبه في 21 نوفمبر وهو ما اعتبره المتظاهرون "خيانة".

ومساء الأحد، أعلن حمدوك استقالته مؤكدا أنه حاول إيجاد توافقات لكنه فشل.

 وحذر من أن البلاد تواجه "منعطفا خطيرا قد يهدد بقاءها" وأنه كان يسعى إلى تجنب "انزلاق السودان نحو الهاوية".

 تحذير من واشنطن والاتحاد الأوروبي 

وأفاد بيان لمجلس السيادة بأن البرهان التقى، الثلاثاء، القائم بأعمال السفارة الأميركية في السودان براين شوكان وأكد له أن "أبواب الحوار ستظل مفتوحة مع جميع القوى السياسية وشباب الثورة".

وأضاف، بحسب البيان، إن ذلك "من أجل التوافق على استكمال هياكل الفترة الانتقالية، والسير فى طريق التحول الديموقراطي وصولا إلى انتخابات حرة ونزيهة".

كذلك التقى البرهان ممثل الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرثيس للبحث في "الأوضاع الراهنة بالبلاد" واتفقا على ضرورة "الإسراع بتعيين رئيس وزراء جديد"، وفق بيان لمجلس السيادة.

 في غضون ذلك دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الجيش السوداني، الثلاثاء، إلى عدم تعيين رئيس وزراء من جانب واحد في السودان.

وقالت الترويكا المعنية بالسودان، وتضم الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي إنها "لن تدعم رئيسا للوزراء أو حكومة تعيّن من دون مشاركة مجموعة واسعة من أصحاب الشأن المدنيين"، كما جاء في بيان مشترك.

وجاء في البيان أن أي "تحرك أحادي الجانب لتعيين رئيس وزراء جديد وحكومة من شأنه أن يقوض مصداقية تلك المؤسسات ويهدد بإغراق البلاد في نزاع".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، إن الفترة الانتقالية "يجب أن تظل فترة انتقالية يقودها مدنيون، وليس مجرد انتقال يشمل مدنيين".

إلى ذلك أكد الأمين العام للجامعة العريية أحمد أبو الغيط، الثلاثاء، أنه "يحترم" قرار حمدوك بالاستقالة، داعيا إلى "العمل على وجه السرعة" من أجل "الحفاظ على المكتسبات الهامة التي تحققت خلال العامين الماضيين".

من جهته، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه "لعدم التوصل إلى تفاهم سياسي يتيح التقدم إلى الأمام رغم خطورة الوضع في السودان"، بحسب الناطق باسمه ستيفان دوجاريك.

ويمر السودان بمرحلة انتقالية هشة باتّجاه حكم مدني كامل منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل 2019 بعد موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات التي قادها الشباب.

ومنذ الانقلاب تقوم السلطات السودانية في كثير من الأحيان بقطع خدمة الإنترنت وتعطيل الاتصالات لمحاولة منع التجمعات.

ويثير مرسوم أصدره البرهان الشهر الماضي مخاوف من مزيد من العنف، إذ يمنح قوات الأمن كل الصلاحيات بموجب بنود "قانون الطوارئ" الموروث من عهد البشير، مثل "دخول أي مبنى وتفتيشه وتفتيش الأشخاص الموجودين فيه" و"القيام بعمليات مراقبة ومصادرة".