"قلبي اطمأن" نافذة إلى الحياة

السياسية - Friday 07 May 2021 الساعة 10:41 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

للعام الرابع على التوالي وبرنامج "قلبي اطمأن" يواصل تصدر البرامج الإنسانية والمجتمعية، هذا الموسم بدا مختلفًا عن المواسم السابقة كما لو أن صاحبه يبحث عن إسعاد العالَمَ كله، وهو ما يقوم به بجدارة، فالمستفيد يسعد والمتابع أيضًا يستشعر السعادة كما لو أنه هو المعني. 

اسمه (غيث) من الإمارات العربية المتحدة؛ هكذا يعرف بنفسه وبلده حين يتم سؤاله، يقول دائمًا لكل من يلتقي بهم عباراته المشهورة: "الناس للناس" و"الدنيا ما تزال بخير" و"لا شيء مستحيل" و"هذا خير من رب العالمين" و"نحن مجرد وسطاء لفعل الخير"..

يودع من يقابلهم بضحكة التفاؤل، يحتضنهم كما لو أنه يعرفهم منذ الطفولة، غيث شخص نذر نفسه وفكره ل"جبر الخواطر" ونشر الفرح وإدخال السعادة على أناس كان بعضهم قد فقد الأمل وآخرون كانوا بانتظار الفرج.

قارتا آسيا وإفريقيا

هذا العام كرس غيث وقتًا طويلًا وجهدًا جبارًا لمشاريع أغلبها جماعية خدمية، تساعد أكثر من شخص وتمنحهم حياة جديدة.

تواجد كثيرا في قارة آسيا وإفريقيا وهو أمر يستحق التقدير كون هناك أماكن في هذا العالم وفي قارتي آسيا وإفريقيا بالذات تستحق الالتفات.

المستهدفون هذا الموسم

كما ركز على فئات مختلفة منهم: المشردون في الشوارع، المجانين، مدمنو المخدرات، المصابون بمرض البرص، المصابون بمرض نقص المناعة الإيدز، المصابون بمرض السرطان، والمصابون بالعمى، من ذوي الاحتياجات الخاصة، سكان مناطق منكوبة، أصحاب دخل محدود أو بدون دخل، مزارعون، أصحاب مشاريع تحتاج إلى توسعة، مناطق بحاجة لدعم العلمية التعليمية، بناء جسور مشاة، تنظيف بحيرات وانهار، دعم مهجرين من سوريا، دعم مرافق صحية، دعم مراكز إيواء.

طمأنينة وعطاء نبيل

قلبي اطمأن ليس برنامجا ترفيهيًا ولا للاستهلاك الإعلامي كما قد يصوره البعض هو يعكس فكرة عظيمة نابعة من جهات سخية، برنامج ألهم آخرين فكرة العطاء النبيل وسبل المحبة والإخاء والسلام وفعل الخير بحرفية وبهجة عارمة.

غيث شخص لديه قدرات عجيبة في التعاطي مع الآخرين، خلق لحظات سعادة تفوق التصور والوصف تختلف كلية عن البرامج الأخرى التقليدية وبرامج الخير المتعددة والمتنوعة.

ثلاثة أخوة من حضرموت

يمنح من يستحق يعطي كشخص لا يخشى الفقر أبدًا، يصل إلى بقع لا تخطر على بال المشاهد ولا المستهدَف، حاملًا حقيبة السعادة وبشارة الخير وغمام الرحمة. 

في الحلقة 23 كان في دولة إفريقية التقى 3 أخوة من اليمن من أحد أودية محافظة (حضرموت) أكبرهم عمر واوسطهم سعيد 56 عامًا، يعاني من مرض القلب والسكر ولديه جهاز (بطارية) يساعد على تدفق الدم بشكل سليم وليس له سكن.

وحده عمر بدا مستغربا ومتوجسًا من هذا اللقاء، رفض أخذ مظروف السعادة وفتحه حتى اطمأن أخيرًا. كذلك كانت القصة مع أخيهم الثالث.

منحهم غيث المال بنا لهم بيوتا في أرضية كان اشتراها سعيد لوالدته بعد أن عمل في السعودية 4 سنوات، وتم تقسيمها من قبل الأم على خمسة أخوة.

الفكرة حين تكون غيثا

من قصة الثلاثة الأخوة اليمنيين الذين تقطعت بهم سبل الحياة والعيش في بلاد الغربة، وبدلا من أن يكون لكل واحد منهم أحلامه وطموحاته ومشاريعه أصبح لكل واحد منهم قصته المؤلمة أوجاعه الخاصة وجغرافيته التي يعيش فيها.

ظهر الأول وكأنه يحمل هموم ومعاناة الدنيا كلها وهو حال الكثير كيف لا وهو بلا مأوى يسكن في بيت خاله، فيما بدا الثاني قلقا وعلى وجهه بدت علامات الشيب والتعب والانهاك.

ما من أحد مكتمل السعادة أو الحزن هذا ما كان عليه الأخوة الثلاثة، كل واحد بدا أكبر من الآخر عمرا وهو دليل آخر على قساوة الحياة، الثالث وهو الأصغر بلا عمل مثل بقية إخوته باع سيارته بثمن بخس بعد أن عجز عن إصلاحها وبنا له ما يشبه السكن.

تقول التقارير إن ما يقارب 850 مليون إنسان يعيشون في مستوطنات عشوائية يعانون فيها من غياب ابسط الخدمات.

من قصة هؤلاء الأخوة أو من غيرهم من التي دونها غيث بمعية (الهلال الأحمر الإماراتي) والداعمين، نستلهم أمورًا كثيرة ويتضح جليا أن البرنامج ليس مجرد عرض عابر، أو ماكينة لصرف النقود، أو آلة تحصي ضحايا الحياة والحروب والفيضانات والأقدار الأخرى التي تولد مع الشخص أو يصطدم بها في حياته؛ قلبي اطمأن هو نقطة على السطر تبعها أحرف وكلمات من نور كلما وقعت على رميم يحيا.