مليشيا الحوثي.. صراع أجنحة والمغرر بهم "فئران تجارب"

تقارير - Friday 23 April 2021 الساعة 12:30 am
نيوزيمن، كتب/ الرائد وضاح العوبلي:

أوضاع وطبيعة تركيب قوات الحوثي ليست على ما يرام، وليست بالصورة التي يحاول إعلام الحوثي نقلها وتكريسها.

فمن خلال مراقبتنا ورصدنا لطبيعة تحركات هذه القوات خلال الأعوام الماضية، فقد تمكنّا من رصد العديد من النقاط السلبية التي تؤكد جلياً أن البنية التراتبية لهذه المليشيات هشة وقابلة للتفكك مع أول منعطف.

إذ شهدت هذه القوات عدداً من الصراعات البينية "صراعات أجنحة مليشاوية" بين عدد من القيادات الوسطية والمجاميع التابعه لها، وذهب ضحاياها قتلى وجرحى من الجناحين المتصارعين في أكثر من محطة، بعضها بدوافع مناطقية، وبعضها طرأت، نتيجة رفض بعض القيادات للأوامر والتوجيهات ذات الطابع التمييزي السلالي أو المناطقي للزج بمجاميعها إلى خطوط المواجهات المشتعلة. 

هناك أيضاً سلبيات حقيرة رصدناها عياناً بياناً من خلال مشاهدتنا لزج القيادات الحوثية الميدانية، ببعض المغرر بهم من صغار السن على متن آلية مدرعة إلى مربعات مكشوفة لنيران قوات الشرعية، وإنزالهم فيها وخداعهم بأن المدرعة ستعود لتقديم مجموعة أخرى إلى جانبهم، وهو ما لم يحصل، فيجعلون ممن تم الزج بهم مجرد فئران تجارب، قائلين لهم "تصرفوا" فإن هم تمكنوا من التحصن والصمود في ذلك المربع المكشوف كان بها، وإن لم يتمكنوا قُتلوا جميعاً وظلت جثثهم مصلوبة في ذلك المربع إلى ما شاء الله. 

قد يظن البعض، أن ما أوردته هنا منقول عن قنوات ومواقع، أو هرج إعلامي مما تعودوا عليه، لكنها الحقيقة التي شاهدتها بعيني، واستنتجتها من خلال مراقبتي وتتبعي لطبيعة تحركات المليشيات وعملياتها الهجومية خلال الخمسة الأعوام الماضية. 

ما حققته المليشيات من تقدمات ليست من قوتهم، ولا لطبيعه تركيبتهم، وإنما لأمرين اثنين:

-الأول: هشاشة التركيبة القيادية لقوات الشرعية، وعدم تحصينها من الاختراقات الاستخباراتية المتوغلة بوضوح في صلب الشرعية ومؤسسة الجيش.

-الثاني: عدم ارتباط المليشيات بأي أجندة تمنع عليهم التقدم، فتراهم يستثمرون التوقيت المناسب للتحرك كلما شاهدوا المسرح أمامهم متاحاً لتحقيق أي إنجاز أو مكسب ميداني. 

وبالنسبة للتماسك الظاهر فقد اكتسبته المليشيات من ايديولوجيتها الموحدة، بالإضافة إلى أنها سيطرت على نواة هيكل الدولة في صنعاء، وعلى البنية التحتية لمؤسستي الأمن والجيش "مراكز قيادة وسيطرة - مراكز عمليات -مخازن استراتيجية - منظومات اتصال- كليات ومعاهد عسكرية" بعكس الانهيار الذي حصل في المناطق المحررة.


* من صفحة الكاتب على الفيسبوك