عيد تنكئة الجراح.. تحسّر على أيام العزّ وزمن الإكراميات

السياسية - Thursday 30 July 2020 الساعة 11:40 am
صنعاء، نيوزيمن، أحمد فؤاد:

بحسرةٍ وأسى يتذكّر المواطنون وموظفو الدولة في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- ما يصفونها بـ(ايام العزّ)، قاصدين بذلك أيام ومناسبات الاعياد التي كانت تأتي مقترنة بصرف مرتّب إكرامية العيد، وما يكفي من العطاء والخير الوفير لتلبية احتياجات ومتطلبات العيد من الملابس الجديدة والحلويات والمواد الغذائية والاضحية ونفقات الزيارات المتبادلة..

وفيما كانت الحكومات اليمنية المتعاقبة توجه بصرف مرتّب شهر كامل إكرامية عيدية للموظفين في القطاعين العام والمختلط، مضافا اليها المرتب الاعتيادي الشهري، زائدا تقديم مرتب الشهر الذي يليه في بعض الاحيان، جاءت مليشيا الحوثي بذريعة إسقاط جرعة سعرية في المشتقات النفطية، لتجرع المواطنين أصناف العذاب وشتى انواع الجرعات. 

وبنوع من الاستخفاف والاستغفال والمن على المواطنين تتحدث مليشيا الحوثي عن صرفها نصف مرتب شهر للموظفين بالتزامن مع حلول عيد الأضحى (يعادل ما بين 15-30 الف ريال كمتوسط) بعد ان كان يصرف لهم نحو (150 الف ريال كمتوسط مرتبات 3 شهور)، 

يتساءل الحاج صالح النهمي -50 عاما مزارع- ماذا سيفعل الموظف الذي يعول أُسرة مكونة من 5 افراد فقط بنصف الراتب هذا؟ متسائلاً كذلك عن مصير إيرادات الدولة والضرائب والجمارك "أين قيمة البترول والديزل؟ هوذا إحنا المزارعين نشتري البرميل الديزل بـ100 الف؟"، مشيراً إلى أن نصف الراتب هذا لا يكفي قيمة كسوة طفلين فقط: "سقى الله ايام الدولة كنا نستلم 3 معاشات في العيد"، في إشارة لما قبل انقلاب المليشيات الحوثية.

ويرى حسن الريمي -بائع ملابس جائل في صنعاء- أنّ نصف الراتب هذا يعتبر "صدقة" قياساً بما كان يتحصل عليه أيام ما قبل العام 2014م، "كنت أبيع ملابس خفيفة بنحو 500 الف ريال قبل العيد فقط"، متذكراً في هذا السياق "كان الاطفال يشترون مني. النساء تشتري.. الرجال يشترون.. كان في خير كثير"، حسب تعبيره، 

اليوم يجول حسن الريمي الشارع المزدحم بالمتسوقين طولا وعرضاً، ذهاباً وإياب، وعلى كتفه مجموعة ملابس خفيفة، فلا يجد من يبتاع منه ما يكفي لتوفير قيمة مصروفاته اليومية "اليوم ما بنحصل حق الصرفة"، حسب تعبيره.

ارتفاع خط الفقر إلى 90%

وفي زمن مليشيا الحوثي، قفز معدّل خط الفقر وسط السكان إلى نسبة 90% خلال العام 2020م، وفقا لتقرير لجنة برلمانية مختصة في مجلس النواب الواقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي بصنعاء، فيما ارتفع مؤشر المستوى العام للأسعار إلى 163% خلال ذات الفترة..

وحسب مصادر حكومية في صنعاء تحدثت إلى (نيوزيمن) فقد توقعت هذه المصادر ارتفاع نسبة البطالة إلى 70% كنسبة مئوية تقريبية، مشيرة إلى أن الواقع يقول إن غالبية الموظفين انتقلوا إلى رصيف البطالة منذ توقف صرف مرتباتهم، وتوقف عملية التنمية وإصابة القطاع الاستثماري وقطاع الإنشاءات بالشلل العام، وكذا مضايقة القطاع التجاري بفرض الاتاوات غير القانونية..