سيناريو الجوف يتكرر في قانية البيضاء.. أداء الإخوان في خدمة الحوثي

الجبهات - Thursday 02 July 2020 الساعة 02:49 pm
نيوزيمن، اليوم الثامن:

أعلن الحوثيون الموالون لإيران في اليمن، سيطرتهم على بلدة قانية الجبلية الاستراتيجية في محافظة البيضاء، والاستحواذ على كمية كبيرة من الأسلحة والصواريخ الموجهة، الأمر الذي يوحي بتكرار سيناريو تسليم بلدة صرواح ونهم ومحافظة الجوف خلال الأشهر الماضية.

الإخوان الموالون لقطر وتركيا لم يعلقوا على سبب انتكاسة قواتهم العسكرية في قانية، غير أن وكالة الاناضول التركية، بررت سبب الانتكاسة بأنها جاءت نتيجة عدم حصول القوات على دعم عسكري من التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

إلا أن الحوثيين سرعان ما دحضوا هذه المزاعم ببث تسجيلات مرئية لكميات كبيرة من الأسلحة التي عثرت عليها مليشياتهم في مخازن كبيرة تركتها ميليشيات الإخوان قبل أن تغادر دون أي مواجهة عسكرية مع بضعة أفراد من ميليشيات الحوثي التي قال تلفزيون المسيرة إنهم هربوا وتركوا خلفهم "وجبة طعام الغداء".

سقوط بلدة قانية في قبضة الحوثيين الموالين لإيران، تقول مصادر عسكرية يمنية لـ(اليوم الثامن) "إنها لم تكن مفاجئة، فالعملية ذاتها تكررت كثيرا، خاصة في ظل الحصار الذي يفرضه التحالف العربي على عمليات التهريب للأسلحة".

وضبط التحالف العربي بقيادة السعودية، سفينة أسلحة كانت في طريقها لمليشيات الحوثي والإخوان، قبل ان يرد التنظيم الموالي للدوحة بتسليم أكبر ترسانة أسلحة في قانية.

عملية الاستلام والتسليم التي تتم بين مليشيات الإخوان والحوثيين، جاءت عقب قيود فرضت على عملية التهريب وخاصة من المنافذ البرية في محافظة المهرة، لكن هذا لم يخف عملية تهريب الأسلحة التي يقوم بها مسؤولون موالون للرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، وفق ما أكد عليه تقرير لفريق مراقبين تابع للأمم المتحدة، والذي أكد على أن حكومة هادي تمد الحوثيين بالأسلحة وقطع الصواريخ.

ومثلت مأرب، المعقل الرئيس لتنظيم الإخوان، مركز امداد رئيس للحوثيين، لكن مع ذلك لم يخف الحوثيون رغبتهم في السيطرة عليها، يقولون إن قطر هي من تمنع سيطرتهم على المحافظة الغنية بالثروات النفطية والغازية. يؤكد الحوثيون أن الدوحة منعت سيطرتهم على مأرب، ليس لأنها لا ترغب في هزيمة الإخوان، لكنها تسير وفق استراتيجية تضمن على اثره أي دور مستقبلي لاتباع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وهو ما تخشى الدوحة ان تذهب الرياض للتحالف معهم في حال وسلم الإخوان مأرب للحوثيين.

حوثنة جغرافيا اليمن الشمالية، مهمة قطرية منذ نحو عقد ونصف، فالدوحة سبق لها ووقفت إلى جانب المليشيات الحوثية منذ العام 2004م، وفق تقارير نشرتها وسائل إعلام سعودية، لكنها تريد في الجانب الآخر تمكين الإخوان من الجنوب، واسقاط مأرب، ربما يدفع الإخوان إلى الفرار صوب وادي حضرموت واتخاذها كمقر بديل لمأرب، لانطلاق عمليات التنظيم ضد الجنوب.

فالسقوط التراجيدي للمدن اليمنية المحيطة بمأرب ليس هزيمة او انكسارا إخوانيا، ولكنها عملية استلام وتسليم، فالمليشيات التي تمتلك ترسانة اسلحة سبق لها ودفعت بألوية عسكرية ضخمة صوب شقرة، ناهيك عن توقف الجبهات بشكل كامل في العديد من الجبهات ومنها جبهات تعز التي يقول الإخوان إن الحوثيين يحاصرونها.

ترغب الدوحة في إزاحة المسؤولين وخاصة القادة العسكريين الموالين لتيار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ومنهم اللواء صغير بن عزيز رئيس أركان وزارة الدفاع اليمنية، وهو من أبرز القيادات العسكرية التي يعول عليها التحالف العربي بقيادة السعودية في إحداث اختراق ضد المليشيات الحوثية.

في أواخر مايو الماضي، نجا صغير بن عزيز من محاولة اغتيال وقتل نجله وسبعة ضباط آخرين بعد ان استهدف اجتماع كان يعقده في معسكر صحن الجن.

وكشفت مصادر عسكرية في قيادة المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب عن تفاصيل حصرية وخاصة لـ(اليوم الثامن)، عن مخطط تصفية رئيس الاركان العامة في الجيش اليمني، اللواء صغير بن عزيز، الذي نجا ففي الـ27 من مايو الماضي، من محاولة اغتيال باستهداف مقر اجتماع كان يعقده في معسكر صحن الجن بمأرب، وقد أدى القصف إلى مقتل نجله ونجل شقيقه".

وكشفت المصادر أن "عملية اغتيال ابن عزيز كان الهدف منها إضعاف الشرفاء في حزب المؤتمر وقائد المقاومة الوطنية العميد طارق صالح بعد ان حدد ان خطر الاخوان هو نفسه خطر الحوثي".

وأكدت المصادر "أن الدوحة ارادت من تصفية ابن عزيز بالتنسيق بين الإخوان ومليشيات الحوثي التي اطلقت صاروخا على الاجتماع، تسهيل تقاسم اليمن بين الكهنوت الحوثي والإصلاح، أي بين ايران وتركيا. وجاء الاستهداف حينها بعد ان تشكلت وحدة موقف ضد التدخل التركي العثماني الجديد الذي يريد ان يسيطر على الممرات البحرية".

وأفصحت مصادر عسكرية عن خفايا عملية تصفية ابن عزيز واستكمال حوثنة اليمن الشمالي، بعد ان علمت بتوجه رئيس الاركان العامة في الجيش اليمني، تجاه اتخاذ موقف من الإخوان.

وقالت المصادر "اتخذ القرار على اعلى مستوى في قيادة الاخوان بعد ان وجد قادة الإصلاح ان العميد طارق ومعه رئيس هيئة الأركان سيتصدون لأي محاولة لاجتياح عدن من قبل ميليشيا الدوحة وانقرة وعناصرها الإرهابية".

وتشير المصادر بشأن عملية استهداف ابن عزيز إلى أنه تم التنسيق مع فريق المنظومة الصاروخية في مليشيات الحوثي واعطائه الاحداثيات من قبل الإصلاح، لاستهداف ابن عزيز، بعد ان فشل التنظيم في ايجاد مبرر لإزاحته من رئاسة الأركان العامة، ورغبة الرياض في منحه حقيبة وزارة الدفاع في الحكومة التي كان من المفترض ان تشكل ضمن اتفاق الرياض الذي أقر بتشكيل حكومة مناصفة بين اليمن والجنوب. وقد اطلق الحوثيون صاروخين اثنين، كان الهدف من الأول تصحيح هدف للصاروخ الثاني بعد احداث ارباك والكشف عن مكان تواجد ابن عزيز.