سكان: المنازل الخشبية بالمخا رخيصة التكاليف لكنها غير مناسبة

المخا تهامة - Thursday 02 July 2020 الساعة 09:31 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

وضعت كثير من الأسر بمدينة المخا، المنازل الخشبية ضمن البدائل التي تعتمد عليها في بناء المساكن، نظراً للتكلفة الزهيدة التي تتسم بها، مقارنة بالمنازل المبنية من الأحجار والطوب.

لكن تلك المنازل التي قوامها الأعمدة وألواح الأبلكاش غير مناسبة لأجواء المخا القاسية، خصوصاً في موسم تساقط الأمطار، وإن كان معروفاً عن المخا قلة الأمطار المتساقطة.

تتحدث امرأة مسنة، تتخذ منزلا خشبيا منذ ثلاثة عقود، عن معاناتها في الأيام التي يتساقط فيها المطر، إذ يتحول منزلها إلى بركة من المياه.

فالسقوف غير المغطاة بالمواد العازلة، تسمح بتسرب المياه إلى الداخل، فتبتل الفرش والأغطية، وتتعرض المواد الغذائية للتلف. 

أرادت تلك المسنة، أن ترينا مقدار الضرر، الذي تتسبب به المياه، بداخل الغرف الثلاث للمنزل، والفتحات التي تتسرب منها بسبب تهالك قطع الأبلكاش، التي هي بحاجة إلى إعادة استبدالها.

أما الملابس والأغطية وفرش النوم فقد ركنت بزاوية إحدى الغرف وغطت بقطعة بلاستيكية سميكة لحمايتها، في حال تساقطت الأمطار بشكل مفاجئ، وتلك كانت حيلتها الوحيدة لتجنب تعرضها للبلل.

قالت لنيوزيمن، إن المنازل الخشبية، غير جديرة بأن تكون مسكنا في مناطق معروف عنها بطقسها القاسي.

وأضافت بصوت يغالبه التعب، إنها منذ نحو 30 عاما، وهي تعاني من شدة الحر، فالحالة المادية حرمتها من اقتناء ألواح الطاقة الشمسية، مثلما حرمت زوجها، من بناء منزل من الأحجار أو الطوب.

في الأشهر المعروفة بطقسها الحار تتحول أجواء المنازل الخشبية، إلى أجواء لا تطاق، وليس أمام ساكنيها سوى تقبل وضعهم الذي اعتادوا عليه.

على مسافة ليست بعيدة كانت بيت خشبية كبيرة مكونة من خمس غرف، يحيط بها منزل آخر مبني من الطوب.

قال أحد جيران ذلك المنزل الذي لم يعد يسكن فيه أحد، إن ساكنيه لجأوا إلى بناء منزل آخر يحتمون فيه من قيض الحر، أما المنزل الخشبي، فلم يعد سوى مخزن كبير لمحتويات الأسرة.

وبالنسبة للنوم ليلا، لسكان المنازل الخشبية، يقول إنها تكون على باحة المنزل الأمامية والتي أصبحت متسعا لقضاء نوم هادئ في الهواء الطلق.

اللجوء لبناء تلك المنازل، كان وسيلة الأسر الفقيرة، نظرا لعدم مقدرتها على بناء المنازل من المواد الأخرى، إذ يوجد المئات منها، ورغم مساوئها إلا أنها تبقى ضمن البدائل المتاحة للأسر المعدمة.