"جرادي" طفل المخا النازح يعيل أسرته من بيع الآيسكريم ويتمنى قدوم الصيف لزيادة أرباحه

المخا تهامة - Sunday 05 April 2020 الساعة 08:06 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

على ناصية أحد شوارع المخا الفرعية، كان الطفل أحمد جرادي يقف ليبيع ما تبقى لديه من الآيسكريم، إنها مهنته التي يعمل فيها منذ عام بعدما وجد نفسه مسؤولاً عن توفير مصاريف أسرته الشهرية.

كان الوقت ظهراً حينما رفع في الهواء كيسا من الآيسكريم، قائلا هي كل ما تبقى لدي في هذا اليوم، واكمل صائحا الآيسكريم، الآيسكريم.

طاف أحمد نصف المدينة، وباع ما بحوزته ولم يتبق له سوى خمسة أكياس من تلك المصنعة محليا، ويريد بيعها سريعا.

قالها بحماس، أتمنى حلول الصيف، فالناس يشترون الآيسكريم بكثرة، والبيع لا يستغرق كل هذا الوقت.

يحتاج ذلك الطفل للمال، وكل عشرة أيام يقوم بتحويل ما يربحه لأسرته في قريته بمديرية مقبنة، فوالده أصبح معاقا، بعدما صدمه طقم حوثي في الكنب الأعلى بغرب تعز، كان ذلك قبل عامين، عندما كان متوقفا بمحاذاة الشارع على دراجته النارية التي يستخدمها في نقل الركاب.

يستذكر الطفل فصول الحادثة الأليمة، "تركوه هناك ممددا في الشارع، أبو يسعفوه، خسارة العلاج تسلفها عمي، لكن والدي عاده معاق إلى اليوم".

لدى أحمد شقيقان وثلاث شقيقات، أكبرهم فتاة تسبقه بعام، والطفل الذي وقعت عليه مسئولية إعالة أسرته، استلهم فكرة بيع الآيسكريم من عمه الذي يعمل في هذا المجال أيضا.

يبيع أحمد نحو 53 علبة آيسكريم مختلفة الأسعار في كل يوم، ويجني منها ربحا يتأرجح ما بين ألف وألف وخمسمائة ريال، تلك الأرباح هي ما يبعثها لأسرته كنفقات.

يسكن في مخيم الشاذلية بالمخا كنازح مع عمه الذي يسكن مع أسرته، ويتقاسم معهم الطعام والمسكن وظروف البؤس داخل المخيم.

يبدو على أحمد ابن الاثني عشر عاما، ملامح الذكاء والحرص على ماله، إذ لا ينفق على نفسه شيئا مما يكسبه، فهو يدرك المهمة التي يقوم بها، بل وفخور بما يقوم به في توفير مصاريف أسرته الشهرية.

يتحدث بثقة، ويسأل مرارا، عما سيجنيه من حديثه مع الإعلام، لكأنه يدرك أن لا أحدَ سيتقاسم معه أتعابه اليومية.