من المخا إلى شارع صنعاء في مدينة الحديدة: صنعاء غايتنا وأمنا الكبرى

تقارير - Friday 03 April 2020 الساعة 10:52 am
نيوزيمن، كتب/عبدالسلام القيسي

مبتدأ الحكاية

ديباجة الحرب قبلما الرحلة

كنت في البعيد، رغم تأييدي المطلق للمقاومة المشتركة، ولكن أعرف فطرة الحرب التي تناقض فطرة السلام، مهما كنت الطرف الجيد في المعركة فهي أولاً وأخيراً معركة، اللهم امتاز القادة الكبار ولذا دونتهم العصور بالقبض على قلوب رجالهم، ليس قبضاً استبدادياً، بل أخذهم بيده من خلال المُثل وكاريزما الأبهة والعدل والشجاعة والغاية التي يسعون أو يسعى إليها كل قائد، فنجحوا وحققوا أمجد الملاحم كتاريخ لبلدانهم، أولهم ملك اسبرطة وآخرهم الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح

كما قلت آنفاً، كان انطباعي أن في الساحل الغربي تحصيل حاصل لما فوتناها من دولة ومن نمط جمهوري مؤسسي، أي عصفور باليد -كما حدثنا الموروث الشعبي- خير من عشرة فوق الشجرة، خاصة بعدما رأيناه في سني الكارثة المليشاوية وبتنا نحلم ولو بطيف يمر سهواً لدولة خلت دون نبهة منا، لكن أتيت المخا قبل أشهر ثلاثة، كما أعتقد، فغرن حواسي لعظمة ما عاينته بكاملهن حواسي، فالمعلوم أن المنطقة برمتها تعاني من التضخيم كل لصالح حزبه وجماعته والمبالغات بانتماء مقيت، لكن نحن اعتقدنا لسنتين أننا كنا نضخم الإنجاز، وسقط بيدي أننا لم ننقل الصورة الكاملة، وحدنا فقط لعدم تخيلنا في هذا الوضع لم نتخيل ولو مجرد تخيل أن للمخا ابتسامة مدوية، كما هي لشارلز ديكينز (قصة مدينتين) هنالك في المخا (قصة مدينة) لمقاومة الساحل الغربي، المقاومة الوطنية.

لن أحدثكم عن المخا، إذ أنا على أهبة الاستعداد للذهاب مع فريق إعلامي نحو الحديدة، تحديداً في الدريهمي، ونقل الصورة كاملة عن الوقفة الاحتجاجية، التي ستقام غداً، لأبناء المناطق المحررة في الدريهمي ومطالبتهم بفك الحصار من قبل مليشيا الحوثي، فك أسر الدروع البشرية من مواطني الدريهمي في جهة المليشيا، استنكارهم كما أعلنوا للأمم المتحدة وتحيزها التام للمليشيات ورفضهم حسب احتجاجهم لاتفاق استوكهولم الذي فاقم للحديدة بشاعة الكهنوت ودمويته النيرونية التي أذاقت أهاليهم الويل بسبب اتفاق السويد الذي انحاز للكهنوت المظلم.

رجاءً.. إلى الحديدة دُر

رجاءً، حاولوا التماهي معي، توقيت كتابتي هذا الانطباع بعد انتهاء فعالية الدريهمي، لكن وددت سرد انطباعي بقصة مباشرة، لذا قلت لكم قبل قليل غداً، نعم غدا، وها نحن في الخط السريع ننطلق كما سهم إلى الحديدة، وفي قلبي شوق عارم، يحاولون كلهم إخباري، يقول لي الأول انا قاتلت هنا، الثاني يريني أين قطن لسنة كاملة، والبحر يتبعني، كطاهش ليل، الطاهش الذي سيلتهمك في ظلمة ما بواد من أودية البلاد لا يجري من خلفك، بل يجانبك الظل بالظل، هكذا كان البحر الأحمر على يساري، وعلى يميني النخيل، والصحارى، والمفازات، وهذه الآفاق التي لا تنتهي، كم من الوقت احتاج الرجال، من ربوع اليمن، لطرد المليشيات من هذه المسافات التي لا نهاية لما في وجهتك، وجهاتك الأربع، هل سنة، سنتان، ثلاث، سبع، عشر سنوات كاملة؟ لا.. لا.. لا، بضعة أشهر، أشهر فقط، وهناك ما لا أراه البتة؟

فشلت.. الحرية لا تجيزها لغة كاملة

شعرت بالنفس الطويل، يااااه، فشلت في ترجمة الشهيق الكبير لروحي إلى مصطلح، والزفير أيضا، لو شاهدتموني وأنا أشهق الآن وأزفر لضحكتم، حاولت لقط أنفاسي وبث فيها الحرف ففشلت، والأهم لماذا مارست عمليتي تلك؟ لشعوري بالحرية.

منذ سنوات وجدت نفسي في قمقم صغير، بكل مدينة وجبل كانت الآفاق تكبلني إليها بهذه المسافات، هذه الأماكن أعادتني حراً كما كنت في كل جيل يماني وقرن، ومنحتني جرعة كافية من الصمود، من الشوق لرؤية مصرع الكهنوت في أطراف الحديدة، مدينة السمر..

في الطريق إلى الحديدة: أنا جننت

القبعات هن سيدات الموقف، خلسة تحديت نفسي، قلت متى رأيت جنديا في نقطته العسكرية بشكل مليشاوي سأحكم على نفسي بالعد من واحد إلى ألف، هذه حالة نفسية تعتريني دوما، أتحدى نفسي غالبا، مثلا أن أمر في شارع خال من السيارات إلا واحدة واحدة وأقول في نفسي سأعد حتى العشرين أو الخمسين ولو مرت عشر سيارات سأعود إلى الوراء مئتي خطوة، أو ثلاثمائة، ولو أقل منهن بواحدة، اي تسع سيارات، أكون انتصرت على نفسي، لكن أنا انهزمت هذه المرة، قطعا لم أفكر بمدى جدية المقاومة في تشكيل سحنة الدولة والجمهورية الثانية، فشلت بالحصول على مجند في نقطة بلبس شعبي، عددت حتى الألف، سكت بشكل كبير أصاب من هم معي بدهشة، كنت أعد..

الحُب عن بُعد والحرب: كذبة مغرورة

تمنيت كل الناس، من كل بقاع هذه الأرض زيارة الساحل الغربي، أين تلك الألوية كلها، وعرباتهم، وحجم التوافد الجبار من الشمال والجنوب، إنهم في الثكنات، في المعسكرات، في مهامهم، لا وجود لهم بالشوارع، لديهم نمطية عسكرية، وتراتب، وملاحم، ولا فراغ لمثلهم وإن فرغوا حتى فلم يأتوا هنا للتسكع في الشوارع بسلاحهم وبزاتهم وعرباتهم، قصدوا هذه السواحل لتحريرها ثم لتأثيث هذه البلاد بالشكل المثالي للجمهورية الثانية، غايتهم.

قبل الخوخة بقبعة

الثانية ظهراً، نحن في الخط السريع كما قلت، هالتني جودة التنظيم في الحواجز، ليست البراميل هنا، ولا الكتل الاسمنتية، كما عادة الوطن كله، ولا الأكياس الترابية، انها حواجز حديدية فقط، ككل دول العالم الأول، ملصقة بلون أصفر يلمع ليلا، خطرت في بالي الأفلام الحديثة، تشبه تلك التي في فيلم جوثان ستاثنام عندما حقنته العصابة الصينية بحقنة تميته ان توقف عن الجري فهاجم الشرطة كيلا يتوقف قلبه وكانت الشرطة تضع للقبض عليه مثيلات لهذه الحواجز في شوارع أمريكا الحضارية، حقيقة موفقة.

رابعهم أنا.. ولا الكهف هو الكهف

للعلم، كنت رابع أربعة ووحدي فقط زرت هذه الطريق مجازا، أنا رافقتهم مذ أول طلقة أطلقت من فوهة القوات المشتركة ولكن من البعيد، عبر السوشيال ميديا، والتلفاز، وخطابات القيادة العليا للمقاومة المشتركة ولعميد الجمهورية العميد طارق، لكنني لم ازر ولم أمر من هذه الطريق حقيقة، هذه أول مرة، كان ابراهيم يشير لي هذه منطقة كذا فأخبره بما حدث، وكيفية تغلب المقاومة بعزم جبار على حوثي ايران، فالذي شاهدته أذهلني بشدة.

التكرار وإن كان مملاً: الحديدة تستحق

أكرر، مرة أخرى، ذهبنا لتدوين البشاعات، تجسيدها بصورة، بقصة، بكلمة تشرح المعنى الحقيقي للكهنوت الغاشم، نحن الآن في الخوخة، تحديدا في الساعة، دعوني أنظر كم هي، انها الثانية والنصف، مررت، أو بالأصح مررنا، في مدينة الخوخة وقلت في نفسي شكرا للحرب التي جلبتني إلى هنا، فأنا حفظت العوالم كلها عبر الكتب، سافرت أماكن لا تخطر على بال أحد، سبحت في سدني، كنت صيادا في إفريقيا، ساحرا بالهند، وفي الأندلس كنت مولى لذوي اللغة الساحرة ولكن الغريب لم أكن هنا ولو صياد أسماك، فلا كتب تتحدث وتترجم هذه المساحات، لا مرويات، حتى فتحت لنا الحرب هذا الكتاب، المخطوط من دم، اما مؤلفونا عليهم اللعنة لو أنهم خطوها لنا عوضا عن الخرابيط تلك في مؤلفاتهم فربما يفدي اليمني قبل أن يولد الكهف بلده بروحه ولن نضطر لكل هذه المذابح، المذابح المشكلة من تاريخ السلالة في تفاصيل النطفة تلك.

مررنا من الجاح، الفازة، المجيليس، التحيتا، وصلنا إلى دوار المنظر، هذا المكان يعلق في ذهني، وصلت قوات المقاومة قبل عامين إلى هناك، تداولنا المنظر كثيرا، اقتربت القوات من ميناء الحديدة، كادت المقاومة تطهر أشبار المينا وشوارع المدينة السمراء، لولا استوكهولم الذي ضرب ضربته وأنقذ المليشيات من الموت المحقق، شاهدت ناس الحديدة، في الشوارع، تحت النخيل، على أبواب العشش، رأيت المدارس الجديدة التي اعتنى بها هلال الإمارات، وقرأت لوحات المشاريع بدعم من الإمارات، ونصائح لتجنب الألغام فالمليشيات زرعت وموهت كما لم يجرم أحد بحق أحد كل الأماكن بالموت، وقد نزعت المقاومة كميات غفيرة وما زالت من الموت تحت قدم التهامي الأسمر ومات جراءها كثيرون، وفقد بعضهم أطرافهم، إنهم بلا حيلة.

المليشيات قلبت الحديدة رأساً على عقب: انهوا استوكهولم لنعيد بناء المدينة

نحن في الحديدة، على بُعد كيلوات قليلة من النهاية للمليشيات في مدينة اليمانية السمر، حيث هنا تقطن مذ أول الدهر تركيبة اجتماعية من السلالات الحميرية الأولى، فألوانهم قديمة بحتة ولكنتهم مستقاة من الحميرية وتحديداً أمهرية، حتى إنهم يرتبطون ارتباطاً وثيقا بالجدود الألى من أعمق التاريخ وعمقه بالأرض، لا الفقر جعلهم يتركون مفازاتهم هذه ولا الحرب أقنعتهم بالتخلي عن الكثبان الرملية والامتداد التاريخي للصحارى في قلوبهم، هؤلاء قبل أن نعرفهم لم نسمع دبيب أقدامهم، حياتهم سهلة، أسهل من الماء في الينابيع الدافئة، مطالبهم بسيطة أبسط من الماء في حواف الأنهار، غاياتهم روحية فقط، عشة تعيدهم إلى فطرة الخلق وقارب جيد وبحر وها هو يمتد أمامهم كلما ركبوا إليه هدأ وتذلل فلا بخلدهم القصور، وليسوا طلاب الثراء ولم يلهث منهم أحد خلف بهرج الحياة..

خلافاً عن الجميع مطالبهم استعادة الحياة الهانئة، لسان حالهم لكم الأشياء كلها ولنا هذه المساحات ذات الشمس الحارقة، اتركوا لنا بلدتنا لنحيا بسلام، كما كنا، وجل أحلامهم طرد المليشيات من مدينتهم ومن ريفهم، ومن تفاصيل حياتهم، فهم أبناء الرؤية اللا محدودة وجدوا أعينهم محاطة بقناصات العدو، واقدامهم وهم أبناء الجري الشهي مفخخة بالألغام، والحواجز الكهنوتية تسد بين التهامي وتهاميته، بين روح سمراء وسمراء، بين الرمل والماء، بينهم وبين السكينة التي غادرتهم منذ انهمرت الكهوف لتسرق طمأنينة تهامة.

تأملتهم، بفطرة، تجد في أعينهم بريق الإنسان الذي لم تتسخ حواسه في زبالة الحداثة، خالية أنفاسهم من الطمع وجلودهم ملونة بطين المفازات، لونهم مستقى من حيث هم، إن حدثتهم عن الوطن سيحدثونك عن البقاء رغم كل شيء في هذه الأماكن، إن سألتهم عن الحرية سيحدثونك عن البحر الذي لم تغلقه القدرة أبدا إلا المليشيات، لو حدثت التهامي عن المعركة سينظر إليك بكل أسى ويقول: فقدت أخي، وابني فقد قدمه بلغم حوثي، وأب زوجتي في سيطرة المليشيات كدرع بشري مثله والكثيرون؟ حدثه إنها الحرب..

إنها الحرب أيها الأسمر

استعادة أحذيتهم للجري الحر من الساحل إلى الجبل دون أن تنفجر بهم ألغام الحوثي، حينها سوف يضحك بوجهك ويريك عشته تلك، الشامخة، ستجد فيها طفلاً لم يتجاوز السابعة بلا قدم فلا تبك أمامه، اخف دمعك كيلا تسلب من عزيمته العزيمة، هناك الطفل يضحك، ضحكته أكبر من ضحكتك وقدماك كاملتان ويشعر أنه أقوى على كرسيه منك في سيارتك، فإياك أن تبكي أمامه، متى خرجت لك حق البكاء، وإياك أن تتركه إلا وحدثته عن العالم الجميل والمدن التي متى صمد أمام الحياة وقهرها تنتظره..

من أمام سيارة الصماد: نحن هنا

أبيت المبيت حتى أذهب إلى حيث المدينة، ذهبت، ألتقط لي وقاص المقطري صورة، هنا في صنعاء، الشارع في الحديدة، وقريباً العاصمة، هنا، من داخل مدينة الحديدة، في الحد الفاصل بين الجمهورية والكهنوت، بين الحق والباطل، بين البزة والزنة، بين الدولة والمليشيات، بين الخلاص والطغاة، بين الحرية والاستبداد، بين حراس الجمهورية وحراس المعبد الكهنوتي، بين المستقبل والماضي السحيق، هنا وجد الحوثي المعركة حقا، ليست كما في قواميس المخاتلة، هنا لولا اتفاق السويد لما كانوا خلف هنا، فالحوثي يصرخ بالموت لأمريكا وأمريكا تنقذه كل مرة من الموت، أهي أميركا، أهن دول الموت الصادر منهن لكل القارات نبيات بهكذا شكل، صرخ الحوثي لهن بالموت فوهبنه الحياة، فكروا فقط، بربكم فقط فكروا؟

رأيت سيارته، فالجزاء مهما طالت السنوات وقد قصرت به، بالصماد، فمبتدأ الملحمة من هنا أيضا، تذكروا..

الدريهمي.. ووجه جدتي المقدس

نمنا، ذهبنا صباحاً إلى مدرسة طارق ابن زياد، في الدريهمي، وصلنا السابعة وقليل، ربما ربع، ليست أكثر من النصف، الدريهمي المحررة تتوافد إلى المدرسة، لوحات تشرح معاناة أبناء الدريهمي، أهاليهم ضحايا تحت قبضة الحوثي، حياتهم مهددة بالقذائف، كتبوا بدم قلوبهم لوحات تشرح للعالم ماذا جنى العالم بحقهم؟ الصغار وما أشد تفانيهم، رتبوا وهم لم يعوا بعد ماذا يحدث الكراس والطاولات، حضرن العجائز حتى، نساء متوسطات العمر، مدرسات، شباب، كهول، كل فئات المجتمع حضرت إلى الوقفة، المدرسة اسمها طارق ابن زياد، والأمن العام، ركزوا، الأمن العام يحمي الوقفة في المدرسة، أشعروني بقشعريرة وحنين إلى الماضي، كان مكبر الصوت في المدرسة يصدح بأمال عرفات، صباح الخير، دمت للتاريخ، وأغاني أيوب، وزوامل تخص المقاومة المشتركة، تتوافد الكمشات كمشة كمشة، رجال، نساء، ودمعت عيناي من منظر العجائز، فهن يشبهن جدتي ليرحمها الله، لماذا دمعت؟ كيف قدر لهن هذا الحزن والأسى والانتظار، ولماذا؟

لكل أندلس طارق

لأنهن دون ملاذ، هن ضحايا، أقبلن لمشاركة الجميع وقفتهم، يأملن كثيراً بالقوات المشتركة، لديهن الثقة الكلية بالعميد طارق صالح، هكذا تحدثن لي، لنا، للجميع، رفعن اللافتات التي تناشد الأمم المتحدة بإنهاء اتفاق استوكهولم والتخلي عن مساندة الكهنوت ودعم الدريهمي صحيا واغاثيا وتطبيق كل مواثيق الأمم المتحدة، في وجوههن أسى نبيل، من يحفظ تفاصيل الحزن النبيل؟ مؤكدا الجميع، أنا شاهدته اليوم في وجوه الدريهمي السمراء، لكنهم الصغار أشعروني بالبكاء، صحت معهم بعدما يبست هذه الصيحة بفمي مذ تخندق الوطن بالمليشيات، صحت بالروح بالدم نفديك يا يمن، إنهم بلا شك أوفياء لجمهوريتهم، هم الجيل الواعد الذي سوف يترعرع على مبادئ الجمهورية واليمن ليحافظ عليه

من السهل إلى الجبل... هكذا

الدريهمي، في مجهر المقاومة، كما هي اليمن برمتها، هذا عهد الرجال للرجال، وهذا الشيء الأهم مما لمسته من زيارتي القصيرة التي استمرت ليوم واحد، فقط أربعة وعشرين ساعة جعلتني أمد ناظر قلبي وأرى شموخ الجبال في عمق الصحارى، الجبال هنا الرجال، في كل جبهة يحاول الجميع التهرب من المعارك، إلا هنا في الساحل الغربي تحاول القوات المشتركة استئناف المعارك، فهنا ومن يشبه هنا تتقافز النجمات نجمة نجمة لتلمع بين لعلعة الرصاص، فلا أحق من الوطن، ولا أصدق من المقاومة المشتركة، ولا عماليق سوى رجال الجنوب، ولا قائد في هذه البلاد قاطبة أجدر من طارق.