بعد نصف قرن على المعاهدة.. مجلس الأمن يبحث في عدم انتشار الأسلحة النووية

العالم - Thursday 27 February 2020 الساعة 09:50 am
عدن، نيوزيمن:

عقد مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء 26 فبراير، اجتماعاً له لبحث دعم المعاهدة الخاصة بعدم انتشار الأسلحة النووية.


جاء ذلك قبل المؤتمر الاستعراضي لعام 2020 حيث تجتمع الدول الأعضاء هذا العام في "نيويورك" لمراجعة عملياتها وبحث التحديات الراهنة.


وقد تطرقت الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح (إيزومي ناكاميتسو) في إحاطتها أمام مجلس الأمن، إلى أهمية التمسك بالالتزامات بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة لما فيها من منفعة للعالم بأسره.


وقالت إن معاهدة عدم الانتشار النووي هي من أعمدة السلام الدولي والأمن، ولمدة 50 عاما الآن، استفادت الدول الأعضاء من إحلال الأمن على الجميع.


في ذات السياق، شدد أعضاء مجلس الأمن على أن "معاهدة عدم الانتشار" تظل حجر الزاوية لنظام عدم الانتشار النووي، والأساس للسعي إلى نزع السلاح النووي والاستخدام السلمي للطاقة النووية.


كما دعوا، في بيان صحفي، جميع الدول الأعضاء، وعددها 190 دولة، إلى التعاون في تسهيل إحراز تقدم في مجال عدم الانتشار ونزع السلاح النووي.


معاهدة عدم الانتشار
وتقيّد المعاهدة انتشار الأسلحة النووية عبر نظام وقائي يمكن التحقق منه، ويُعدّ مشتركا على نطاق عالمي تقريبا.
وهي من أبرز المعاهدات الدولية التي تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية وتكنولوجيا الأسلحة، وتحفز على تعزيز التعاون حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وتهدف إلى نزع السلاح النووي.
وأضافت الممثلة السامية المعنية بشؤون نزع السلاح، إن التقديرات كانت تشير في البداية إلى أنه مع حلول عام 1975 قد يصل عدد الدول التي تحوز على أسلحة نووية إلى 20 دولة.
ونوهت إلى أنه لا يمكن أن نعتبر هذا النجاح من المسلمات، لأنه بالإضافة إلى الالتزام القانوني الخاص بنزع السلاح ضمن المادة السادسة من المعاهدة، فإن معاهدة عدم الانتشار النووي عملت كمنتدى للتفاوض بحكم الأمر الواقع بشأن نزع الأسلحة النووية.
وتُعتبر هذه المعاهدة الوثيقة الوحيدة الملزِمة للدول الحائزة على سلاح نووي في معاهدة متعددة الأطراف تهدف إلى نزع السلاح.
ومن أهم ما تمخضت عنه وأنتجته المعاهدة تدابير تفيد في بناء الثقة والشفافية، من ضمنها تعهد بإزالة الترسانة النووية التي من شأنها أن تقود إلى نزع السلاح النووي.
مؤتمر استعراضي


وبموجب معاهدة عدم الانتشار، تجتمع الأطراف كل خمسة أعوام لمراجعة عملياتها، وسيُعقد المؤتمر الاستعراضي لعام 2020 هذا العام في مقرّ الأمم المتحدة الدائم بنيويورك بين 27 نيسان/أبريل و22 أيار/مايو.
وأضافت ناكاميتسو بأن المؤتمر الاستعراضي لعام 2020 يشكل مناسبة للاحتفاء بإنجازات معاهدة عدم الانتشار النووي والدور الذي اضطلعت به في جعل العالم أكثر أمنا.
مبينة أنه يمثل فرصة لضمان بقاء المعاهدة في محور نظام نزع السلاح وعدم الانتشار وتعزيز أمن جميع الدول الأعضاء.


وحثت ناكاميتسو جميع الدول المشاركة في مؤتمر الاستعراض على التمتع بروح المرونة والرغبة في الانخراط بحوار حقيقي لخلق جو مواتٍ للنجاح.


تحديات تحيط بالمؤتمر
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه المؤتمر، قالت الممثلة السامية لنزع السلاح، إن أبرز هذه التحديات يتمثل في التفاوت في تعريف ما يترتب عليه نجاح المؤتمر، وفي السياق الجيو سياسي الراهن.
وأضافت بأنه لا يمكن أن ندفن رؤوسنا في التراب إزاء حقيقة أن العالم اليوم يختلف كثيرا عما كان عليه في 2015، وفي 2010، محذرة من أن العلاقات بين الدول تحطمت، خاصة الدول التي تمتلك أسلحة نووية، وأصبح ما يسمى بمنافسة القوى الكبرى هو ما يتسم به العصر. كما أن الانقسام، وعدم الثقة، وندرة الحوار، كل ذلك أصبح القاعدة. وشبح المنافسة النووية غير المقيّدة يلوح في الأفق للمرة الأولى منذ سبعينيات القرن الماضي.
وأضافت ناكاميتسو إن ما يحدث اليوم يمكن أن يُسمى بـ"النوع النووي" في سباق التسلح. وهو سباق لا يعتمد على الكم ولكن على الأسلحة الأكثر سرعة وثباتا ودقة.


وختمت في هذا الجانب بأن الصراعات الإقليمية ذات البعد النووي تزداد سوءاً، وتحديات الانتشار لا تتراجع، معربة عن أملها في أن تتم مناقشة هذه القضايا في مؤتمر الاستعراض بشكل بنّاء وبطرق يمكن من خلالها المضي قدما كجزء من التنفيذ الكامل للمعاهدة.
توصيات المؤتمر الاستعراضي
في نهاية المؤتمر الاستعراضي أشارت الممثلة السامية إلى إمكانية اتخاذ بعض الإجراءات التي من شأنها أن تتصدى للتحديات، من بينها إعادة التأكيد على الالتزام بالمعاهدة وجميع التعهدات التي قُطعت.
كذلك إعادة الالتزام بقاعدة عدم استخدام الأسلحة النووية، لأن الازدياد في التهديد اللفظي باستخدام الأسلحة النووية خطير ويزعزع الاستقرار.
وأخيرا تطوير حزمة من التدابير الهادفة إلى تقليص المخاطر التي يمكن أن تبعد العالم عن خطر استخدام الأسلحة النووية لإعادة بناء الثقة.
كما يجب أن تدرك الدول أن التحديات التي تواجه عدم الانتشار ليست ثابتة، ويجب إدراك أن العالم قد تغيّر، وهذه البيئة تتطلب تغييرا في الرؤية بشأن نزع السلاح.