من سائلة إلى معلم سياحي.. الإهمال يهدد خور المكلا بالعودة إلى بؤرة "مجارٍ"

متفرقات - Thursday 27 February 2020 الساعة 08:13 am
المكلا، نيوزيمن، خاص:

خور المكلا معلم سياحي تم إنشاؤه في عهد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في مدينة المكلا عاصمة حضرموت مطلع العام 2005، بالتزامن مع ذكرى احتفالات الوحدة اليمنية التي كانت تحتفل بها اليمن في 22 مايو من كل عام. 


وظل خور المكلا بعد تدشينه معلماً سياحياً فريداً من نوعه يقصده أبناء حضرموت من مختلف المناطق، وحتى المحافظات الأخرى لفترة طويلة لتأمله والجلوس على ضفافه لتبادل الحديث والآراء، ومناقشة شؤون حياتهم، حتى انطلقت شرارة الحرب التي تقودها مليشيات إيران في اليمن، وغيرت معادلة الحياة في البلاد في أواخر العام 2014، كما أنها سهلت على ضعاف النفوس تبديد المال وإهداره في مشروعات قد يفترض أن لا تكون الأولوية لها. 


وبعد العام 2015، أصبح معلم المكلا السياحي الشهير "الخور" ملوثاً بمياه المجاري والصرف الصحي، وباتت تنبثق منه روائح كريهة؛ بسبب الإهمال الذي تعرض له من قبل الجهات المعنية التي لا تولي معالم المدينة أي اهتمام يلامس الواقع. 


وتهدد هذه الظروف السيئة التي تمر بها المكلا، الخور بالعودة إلى ما قبل العام 2005؛ إذ كانت تلك المنطقة سائلة تتجمع فيها مجاري المدينة وتعرف بـ"العيقة"، وهي عبارة عن بؤرة مجارٍ خصبة تساعد على انتشار الأمراض والأوبئة. 


يقول مواطنون قدماء “لنيوزيمن“: "كانت صناعة معلم سياحي من سائلة تثير الاشمئزاز في المكلا، خطوة جبارة في تاريخ حضرموت لم يشهد لها مثيل حتى الآن".


ويضيفون: "نعلق آمالاً كبيرة على السلطة المحلية في حضرموت بأن تولي اهتماماً خاصاً بخور المكلا، من منطلق أن الخور معلم تاريخي وسياحي ليس من السهل تشييد مشروع يشابهه في وقتنا الحاضر الذي تفاقمت فيه المشكلات بسبب الحرب".


ويتابع المواطنون في سياق حديثهم “لنيوزيمن“: "ليس من الصعب تدارك ما يلزم خور المكلا من عمليات الصيانة حالياً، لكن من المؤكد أن يختلف الأمر بعد فترة مستقبلية قد تطول أو تقصر".


ويمتد خور المكلا لقرابة 1500 متر، ويقسم المدينة إلى جهتين؛ الجهة الغربية منطقة "الشرج" والشرقية "باجعمان".


وتتوزع على ضفتي الخور مقاهٍ شعبية صغيرة يقدَّم فيها الشاي بأنواعه ومختلف مسمياته، إضافة إلى المأكولات الشعبية التي تتميز بها المكلا عن بقية المدن اليمنية، ومنها "قلابة الصيد"، "صانة اللخَم" (القرش)، "الفتّة بالموز".


ويرفق “نيوزيمن“ في هذا التقرير صوراً لخور المكلا في الوقت الراهن بعد أن أكل الدهر عليه وشرب، وأخرى لما قبل تشييده وبعد تشييده مباشرة، ليتسنى للمتابع معرفة ما تمر به المشاريع التنموية في حضرموت، بسبب إهمال وتقاعس الجهات المختصة عن الاهتمام بالمشاريع المكلفة التي أصبحت معالم تاريخية في المحافظة الثرية، التي تعد الرقم الأول في اليمن من حيث تنوع الموارد والثروات.