افتتاح الدورة 34 في "جنيف" حول حقوق الإنسان.. والكشف عن تغيير إيجابي

السياسية - Tuesday 25 February 2020 الساعة 01:54 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الاثنين، دعوة إلى العمل في ظل ما تتعرض له حقوق الإنسان؛ الهدف منها تخفيف المعاناة وتعزيز المساواة.

جاءت الدعوة نتيجة للحاجة من أجل توسع الأمل، وزيادة الإمكانيات لأفضل ما لدى المجلس بحسب الأمين العام، وبالتزامن مع الذكرى ال 75 للأمم المتحدة.

تم افتتاح الدورة ال43 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، وإطلاق الدعوة المتمثلة في ضرورة العمل من أجل تحقيق أكبر قدر من طموح الإنسانية في جميع الحقوق وللناس جميعا.

المعاناة من الصراعات

وقد تحدث في الجلسة الافتتاحية لمجلس حقوق الإنسان إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة كل من: رئيس المفوضية السامية ميشيل با شيليت، ورئيس الجمعية العامة تيجاني محمد باندى، والزابيث تيشي-فيسبيرغر، رئيس مجلس حقوق الإنسان، ووزير خارجية سويسرا.

الجميع ركزوا على الحقوق مؤكدين أن الوفود ستناقش في الأسابيع القادمة ما أحدثه المجلس تجاه الذين عانوا من الصراعات وانتهاك الحقوق ولمن يدافعون عنها.

جوهر التنمية

الأمين العام لخص في ندائه للعمل 7 مجالات رئيسية، وهي:
حقوق الإنسان في صميم التنمية المستدامة، أهمية حقوق الإنسان في أوقات الأزمات، المساواة بين الجنسين، والمساواة في المشاركة العامة والفضاء المدني، وحقوق الأجيال القادمة، العمل الجماعي، حدود جديدة لحقوق الإنسان.

وقد شدد الأمين العام أن الحقوق هي جوهر التنمية المستدامة، داعيا كافة الدول إلى وضع المبادئ والآليات المتعلقة بحقوق الإنسان في طليعة ومحور تنفيذ تلك الأهداف، وإيجاد سبل عديدة لمشاركة المجتمع المدني.

الحقوق جزء من هوية الأمم

الأمين العام أشار إلى أن هناك إنجازا كبيرا في مجال الحقوق في كل القارات حدث خلال العقود الماضية، مبينا أن الأمر لا يزال يواجه تحديات ولا يوجد بلد محصن.

وأضاف أنطونيو بأن حقوق الإنسان جزء من هوية الأمم المتحدة، يأتي ذلك من خلال الدعوة إلى مجابهة تصاعد العنصرية بكل أشكالها والتطرف وخطاب الكراهية، مشيرا إلى أنه لا ينبغي تحديد آفاق أي شخص في الحياة، بسبب العمر، أو الجنس، أو الشكل؛ أو المكان الذي يعيش فيه، أو طريقة العبادة، أو من يحب.

داعيا إلى التركيز على احتياجات وتجارب الشباب، والأشخاص الذين يعانون من إعاقة، والأقليات، ومجتمعات السكان الأصليين، واللاجئين، والمهاجرين وجميع الفئات التي تواجه تحديات، موضحا أن احترام حقوق الإنسان وتوجيه التوعية نحو مجتمعات مسالمة وعادلة، يحقق تنمية أكثر ديمومة وشمولية. 

العنف ضد النساء والفتيات

كما تطرق الأمين العام في كلمته إلى مسألة العنف ضد النساء والفتيات، مبينا أن هذا الجانب يعد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا في العالم، ذاكرا أننا لا نزال نشهد ركودا في جانب مشاركة المرأة في أدوار القيادة السياسية، وعمليات السلام، والاندماج الاقتصادي.

كما تعهد بالعمل على الوصول إلى التكافؤ بين الجنسين في جميع أنحاء منظومة الأمم المتحدة على جميع المستويات، وذلك بحلول عام 2028، وتطبيق منظور جنساني على كل ما تفعله الأمم المتحدة.

داعيا في كلمته كل بلد إلى دعم السياسات والتشريعات التي تعزز المساواة بين الجنسين، وإلغاء القوانين التمييزية، ووضع حد للعنف ضد النساء والفتيات، وضمان الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية، والسعي من أجل تمثيل المرأة ومشاركتها على قدم المساواة في جميع المجالات.

التنمية والسلام رغم التهديدات

من جانبه أكد باشيليت بأن القوانين والسياسات التي تدعم المساواة لها آثار إيجابية طويلة الأمد.

وأضافت ميشيل باشيليت، وهي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن التنمية والسلام في تزايد على الرغم من التهديدات للحقوق.

مؤكدة أن المشهد السياسي المضطرب اليوم، يتطلب أدوات سياسية قابلة للاستخدام مع سجل حافل من النجاح، مثل التدابير التي زادت من فرص الحصول على التعليم والرعاية الصحية، والحماية الاجتماعية الشاملة، مشيرة إلى أن المشاركة الأوسع للأشخاص والمؤسسات الشفافة؛ يمكن أن تؤدي إلى تعزيز التناغم الاجتماعي، والاستدامة الاقتصادية.

وأضافت المسؤولة الأممية، إن القوانين والسياسات التي تدعم المساواة لها آثار إيجابية طويلة الأمد على الهياكل السياسية والاجتماعية، مشددة على التزام مكتبها بالعمل مع الدول الأعضاء والأمم المتحدة والشركاء الإقليميين والمجتمع المدني لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

كما أشارت إلى أن مجلس حقوق الإنسان يقوم بزيادة تعاونه التقني لمساعدة الحكومات على توفير فرص أكبر للوصول إلى الخدمات الأساسية، وتعزيز مساعدتها العملية في نفس الوقت، موضحة أن اللجنة ستواصل العمل من أجل زيادة المساءلة عن مؤسسات تمويل الأعمال والتنمية.

حقوق الطفل

أما رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تيجاني محمد باندي، أشار إلى أن حياة العديد من الناس حول العالم تعتمد على مدى قدرة الأمم المتحدة على تنسيق أركانها الرئيسية الثلاثة وهي: حقوق الإنسان، السلام والأمن، والتنمية.

مشددا على أنه يتعين على الدول الأعضاء إيلاء الاهتمام الواجب لحقوق الطفل. كما أكد على أهمية المساواة بين الجنسين، داعيا إلى تبسيطها في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

وقد دعا في ختام حديثه إلى أهمية معالجة حقوق الإنسان لمن يعيشون في أوضاع لجوء مطوَّلة ودعم عمل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين.