"اندبندنت عربية" تقرأ اليمن بعيون "الإخوان": التحالف مع الحوثي "مناورة سياسية"!

تقارير - Monday 10 February 2020 الساعة 08:35 pm
عدن/المخا، نيوزيمن، أمجد قرشي:

الصحيفة الاليكترونية الناطقة بالعربية -حديثة  النشأة- ورغم امتياز الاسم العريق تعاني ومنذ انطلاقتها المتعثرة قصورا مهنيا وسياسيا في التعاطي مع اليمن ورؤيته وقراءته فقط باستخدام عيون الإخوان أو من خلال عدساتهم. 

تنفرد منصة موقع "اندبندنت عربية"، بتقرير لافت يستقصي آراء حول قضية شائكة وحساسة في الملف اليمني تتعلق بطبيعة العلاقة المفترضة بين الإخوان والحوثيين، في ضوء وقائع ومعطيات متراكمة عسكرية وسياسية، ويفاجئك التقرير أن معظم المتحدثين والمعلقين هم من الإخوان بصورة مباشرة وهناك اسم أو اسمين من حلفاء الإخوان علاوة على متحدث محسوب على الحوثيين، ليقرر أو يكرس النمط التحريري الموجه للمادة الصحفية النفي –ببساطة وخفة- ونبذ إن لم نقل تسخيف الآراء والاستنتاجات التي لاحظت وتلاحظ تنسيقا ضمنيا وتناغما بين الطرفين.

الصحيفة الإليكترونية بريطانية المنشأ سعودية الملكية والإدارة، والتي انطلقت في وقت سابق عام 2019،  أفردت المساحة لقيادات إخوانية، سياسية وعسكرية، من بينهم رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح علي الجرادي والقائد العسكري صادق سرحان أبرز أدوات النفوذ الإخواني في محور تعز العسكري وآخرين، وكأنك تقرأ تقريرا في صحيفة إصلاحية تقتصر على رأي الحزب وليس في صحيفة دولية يفترض أن تعطي مساحات متساوية لمختلف الآراء والأطراف في جبهة الشرعية في اليمن تجاه القضية الواحدة ومحل النقاش والاستقصاء.

لا يصعب على القارئ أن يلحظ الخفة والاستسهال في إعداد وصياغة وعرض المادة الصحفية الموجهة، ويلاحظ صحفي يمني أن التقرير "ينبو عن المهنية والحيادية في أبسط الحدود ويعتمد طريقة التلقين والتدجين مع القراء والمتابعين الأمر الذي يضع مزيدا من علامات التعجب والاستفهام أمام سياسة تحرير صحيفة عربية باسم واحدة من أعرق الصحف في بريطانيا والغرب وما هي أخبار المهنية؟." لكن هذه مناسبة واحدة تضاف إلى سوابق وهفوات كثيرة كرست تصورا سلبيا قوبل بتحفظات وشكوك تطال سياسة تحرير وتوجه الصحيفة فيما يتعلق باليمن.

تقرير "اندبندنت عربية" جاء تحت عنوان "الإخوان والحوثي... تحالف حقيقي أم مناورة سياسية في اليمن؟" وكما يبدو يتبنى الموضوع بداية من العنوان التسويق لتخريج سياسي لا ينفي شواهد ومعطيات التحالف بين الطرفين بل يذهب إلى التماس التأويلات وإعادة التسمية للمدلولات باعتبارها "مناورة سياسية". ويسأل المحرر السياسي في نيوزيمن "هل تغيير التسمية والوصف ليس إلا، مناورة بدلا عن تحالف، يغير في قيمة ومضمون الدلالات وطبيعة الوقائع طالما لا ينفيها؟"

وبعنوان جانبي " مراقبون يرون الهدنة كذبة حوثية هدفها الحرب النفسية والتغطية على خسائرهم وإثارة البلبلة" لا يؤدي في السياق إلى مراقبين مستقلين والكلام يرد على لسان المتحدثين الإخوان أنفسهم وحلفائهم، الصحافي محمد الضبياني، وعلي الأحمدي عضو التحالف الوطني للأحزاب السياسية المساندة الشرعية، إضافة إلى العميد صادق سرحان، وعلي الجرادي.

المفارقة الأخرى لا تختلف عن سابقتها حيث أن التقرير أو الاستطلاع نفسه، يكرس الصفة الحصرية على الإخوان والحوثيين؛ بالاقتصار على الإصلاحيين وأسماء مؤيدة وملحقة بهم وعلى متحدث يعتبر ثانويا الآن في جبهة الحوثيين (محمد المقالح)، ويتجاهل أو يتجاوز عامدا آراء ومقولات أطراف أخرى، سياسية وحزبية ومدنية وقبلية وإعلامية، فاعلة ومهمة في اليمن وفي جبهة الشرعية اليمنية تحديدا.

وفي السياق أيضا ينسب التقرير للمتحدثين تسويقا لفكرة وفرضية الاتفاق الرسمي غير المعلن بين الشرعية ككل والحوثيين على فرض الهدنة والتهدئة في سائر الجبهات بعد محادثات ستوكهولم ومخرجاتها وأن الأمر لم يقتصر على اتفاق الحديدة.

هذا الأمر ينطوي على تجديف ويتبنى إدانة الشرعية بالتواطؤ والتخلي عن المعركة مع الانقلابيين ضمنيا ودونما إعلان أو تفسير مسبب تبعا لحاجة الإصلاح / الإخوان إلى مواجهة الاتهامات الصريحة بشأن وقف الجبهات وتعطيلها وصولا إلى انهيار وانكسار قوات الجيش الذي يسيطر عليه الإخوان في جبهة نهم وإلى الجوف ومأرب والتمدد الحوثي الخطير والمفاجئ في جبهات استراتيجية بكل سهولة وبدون معارك حقيقية.

كما يراد من وراء دفع كهذا تعميم المسئولية على الشرعية بأكملها، في ضوء اتهام القيادي الحوثي محمد البخيتي حزب الإصلاح بخرق الهدنة غير المعلنة مع جماعته لوقف إطلاق النار. والبخيتي أشار حصرا وبوضوح إلى حزب الإصلاح وبالخصوص بشأن نهم.

قبل أن يشار هنا إلى تنصيص القيادي الحوثي، كما عرفته الصحيفة، محمد المقالح على مصلحة مشتركة وهدف مشترك للحوثيين والإخوان في "سحق قوات طارق صالح" في الساحل الغربي.