جبهة الكدحة.. هدية إخوانية مبكرة للحوثيين مفتاح تحريرها في جيب "سالم"

تقارير - Thursday 06 February 2020 الساعة 09:27 pm
تعز، نيوزيمن، نعمان راوح:

على مسرح العمليات العسكرية بين المليشيات والقوات المحسوبة على الشرعية في تعز، هناك جبهات يقف الإصلاح فيها حاجزاً أمام إنجاز نصر كامل وطرد المليشيات الحوثية منها.

من هذه الجبهات جبهة الكدحة التي كان يتواجد فيها الإصلاح عبر اللواء 17 مشاه وقوات من كتائب حسم سابقاً، اللواء الخامس حرس رئاسي حالياً، قبل أن يتم إعلان تسليمها لكتائب أبي العباس.. حينها سلم اللواء 17 الجبهة لمليشيات الحوثي بدلاً من تسليمها لكتائب أبي العباس.

تمددت مليشيات الحوثي على مساحة شاسعة كانت تحت سيطرة الإصلاح، وتقع هذه المساحة بين مديريات جبل حبشي والمعافر وشمير مقبنة وصولاً إلى أطراف الوازعية، وكانت هذه الهدية من إصلاح تعز وجيشه المحسوب على الشرعيه ثمينة بالنسبة للمليشيات الحوثية.

قبل أن تصل كتائب أبي العباس إلى الجبهة، كانت مليشيات الحوثي تقترب من مفرق البيرين لتطوق الحجرية من كل الجهات، غير أن أبناء مناطق النويهة في جبل حبشي ومعهم شباب عزلة الشراجة أحبطوا هذا المخطط الحوثي الذي مهدت له قوات حزب الإصلاح، وتمترسوا في الجبال المحيطة واستطاعوا كسر هجمات المليشيات حتى وصول قوات كتائب أبي العباس.

احتاجت قوات كتائب أبي العباس وقتاً للتموضع واستطلاع المنطقة، بينما كانت المليشيات الحوثية قد أنهت بأريحية تامة نصب مواقعها بالتوازي مع هجمات لقوات المقدمة تنفذها يومياً لمنح مواقعها المتأخرة فرصة كافية للتموضع ونصب السلاح وإنشاء التحصينات.

وفي أبشع عملية تهجير قسري تشهدها تعز طردت مليشيات الحوثي آلاف السكان من مناطق المعافر من حدود الوازعية إلى حدود جبل حبشي وأخلت الشريط السكاني الأكثر ازدحاما ومساحة على مستوى المعافر، وكل ذنب هؤلاء أنهم محسوبون كحاضنة للمؤتمر في دائرة الشيخ سلطان البركاني، وكان لا بد من التضحية بهم في صفقة مبكرة مع المليشيات الحوثية.

شهدت الجبهة شهوراً ساخنة من المواجهات الطاحنة بين كتائب أبي العباس التي منعت تقدم المليشيات ومليشيات الحوثي التي كانت تحاول اجتياح عزلة الشراجة جبل حبشي بالكامل والسيطرة ناريا على مثلث البيرين، في المقابل كانت قوات الإصلاح تطعن كتائب أبي العباس في الظهر داخل تعز ووصل الحال إلى منع إيصال الإمداد والتعزيزات إلى الجبهة.

جبهة الكدحة هي أكثر جبهات تعز والساحل التي يمكن فيها تحقيق نصر استراتيجي إذا ما تحقق سيقطع خط تعز البرح الحديدة في المناطق القريبة من الراهدة التي ترتبط بمديريتي شمير مقبنة وجبل حبشي، إضافة إلى أن تحريرها سيفتح خطوطا للتحرك صوب مديرية شمير مقبنة من محاور عدة.

تتواجد قوات مليشيات الحوثي في مساحات منبسطة، وتتمركز في مرتفعات جبلية، غير أنها عمليا محاصرة بالقوات المشتركة من الجنوب في العقمة وقوات اللواء 35 مدرع شرقا في جبل السوا وشمالا قوات أبي العباس وغربا قوات اللواء 145 في حمير مقبنة.

وخلال عمليات سابقة كانت قوات اللواء 145 هي من ترفض أي تحرك على الأرض لإغلاق مسرح تواجدها العسكري والتقدم نحو مناطق الكدحة، وحدث أن نسق التحالف العربي أكثر من عملية عسكرية في الكدحة وكان مطلوب من قوات الإصلاح التحرك في الربيعي وحمير مقبنة لمنع خطوط إمداد المليشيات وتشديد الضغط عليها، غير أن قوات الإصلاح كانت ترفض التحرك بل وفتحت منفذا لمليشيات الحوثي فوق مصنع اسمنت البرح حين انقطع خط إمدادها لجبهة الكدحة. 

يعتبر الإصلاح تحرير الكدحة والتقاء قوات أبي العباس مع القوات المشتركة في العقمة بأن ذلك سيكون معبرا لتصل القوات المشتركة بسهولة إلى البيرين وتواجد مليشيات الحوثي في الكدحة يحمي قوات الإصلاح من تمدد القوات المشتركة لذلك يدعم الإصلاح بقاء مليشيات الحوثي في هذه الجغرافيا.

حسابات الإصلاح جعلت السكان يدفعون ثمناً ثقيلاً وأعاقت تحرير جبهة استراتيجية في تعز تبدأ من البيرين وصولا إلى البرح وكذلك مفرق العيار جبل حبشي على خط تعز البرح الحديدة، وبقاء مفتاح تحريرها في جيب سالم طويلاً يضاعف من كلفة النزوح والصراع والحرب معاً في وقت واحد.


تحرير الكدحة في متناول القوات المرابطة على أطرافها كقوات مشتركة وكتائب أبي العباس وقوات الإصلاح ممثلة باللواء 145 في حمير مقبنة وقوات اللواء 35 مدرع في رأس جبل السوا.. وحال صدقت نوايا الإصلاح وقياداته العسكرية في تعز فإن جبهة الكدحة يمكن أن تشكل فاتحة معركة مشتركة لثلاثة مكونات عسكرية جميعها تقاتل الحوثيين لكنها تعيش صراعاً بينياً ينمي أوراقه إصلاح تعز الذي يتحكم في كل ألوية جيش تعز باستثناء اللواء 35 مدرع.