الأموال التي تمر للحوثي عبر منظمات الإغاثة في اليمن

تقارير - Thursday 06 February 2020 الساعة 10:49 am
عدن، نيوزيمن، محمد عبدالرحمن :

فرض الضرائب والإتاوات المجحفة ليست وحدها تكفي الحوثي لرفد خزائنه من أموال الشعب، وليست عائدات السوق السوداء التي أنشأها لبيع الغاز والمشتقات النفطية بأسعار خيالية يكتفي بها وحسب، إنه يفرز كل مستويات الروافد المالية والاقتصادية والاجتماعية لنهب ما يمكنه من الأموال.

ولكن الأمر الذي يصبح أشد فتكاً هو سرقته للمساعدات والمعونات التي تقدمها المنظمات للتخفيف عن المواطنين ما يعانونه من أوبئة وأمراض ومجاعة، لا يقف الحوثي عند حد سرقة جزء معين من المعونات، ولا يكتفي بسرقة ما تقدمه منظمة واحدة، لقد عمل على تنصيب وتوظيف أحد أتباعه كمشرف في كل منظمة تعمل في الحديدة أو صنعاء، يقوم بتحويل خدمات المنظمة الصالح جماعته بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

لا يقبل الحوثي بالشراكة فقط مع المنظمات الإغاثية التي تعمل في الحديدة، إنه يريد أن يكون شريكاً ومتلقياً لتلك المعونات في نفس الوقت، لذلك في بعض الأوقات تصبح المنظمات أمام حالة عجز عن تقديم خدماتها، لتستمر معاناة الناس بشكل مأساوي. 

المنظمات الدولية العاملة في الإغاثة الإنسانية تعتبر مورداً هاماً من موارد الحوثي الرئيسية التي ترفد خزائنه بالأموال والمواد العينية التي يستخدمها في تمويل حروبه ضد اليمنيين، يمارس التحايل على لوائح العمل مع تلك المنظمات، وتارة يمارس القوة القاهرة والتضييق المستمر، ولأن استمرار العمل مهم جداً للمنظمات لما تحصل عليه من أموال فإنها تغض الطرف عن تلك الممارسات.

الحوثي أنشأ الكثير من المنظمات المحلية التي تعمل في المجال الإغاثي، وقام بالضغط على الأمم المتحدة للتعامل مع تلك المنظمات في توزيع المعونات، مما اضطر الأمم المتحدة للتعامل مع منظمات دولية بشكل رئيسي للقيام بهمام التوزيع، ولأن الحوثي مخادع قام بإنشاء منظمات على أنها دولية، وبسبب الفساد في الأمم المتحدة في اليمن استطاع تمرير الموافقة على تلك المنظمات التي تعمل لصالح الحوثي.

>> الحوثي تزوج الميناء.. الحديدة أرملة البحر الأحمر

المنظمات الإغاثية في اليمن خلفها يتوارى الحوثي عن مسؤولياته تجاه المناطق التي تحت سيطرته، ومن جهة يستفيد منها بما يجنيه من الأموال الطائلة، وتلك المنظمات نفسها لا تستطيع الاستغناء عن العمل في اليمن ليس من باب الإنسانية، ولكن مما تحصل عليه من أموال المساعدات وخاصة تلك التي تقدمها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

أغلب مباني المنظمات الدولية يقوم الحوثي بتأجيرها بمبالغ باهظة، تلك المباني تعود لنافذين في ميليشيات الحوثي، وكذلك سيارات النقل المدرعة التي تستخدمها الأمم المتحدة والتي يصل إيجار السيارة الواحدة خمسمائة دولار ليوم واحد، بالإضافة إلى الحراسات الأمنية التي تفرضها الميليشيات للحصول على عوائد الحماية، هكذا يستخدم الحوثي كل شيء للحصول على المال عبر الأمم المتحدة والفساد المشترك بينهما.

اليوم للعمل في الأمم المتحدة يكون الشخص بحاجة إلى وساطة أحد قيادات الحوثي من الصف الأول، وليس بالسهولة الوصول إليهم، وليس بالسهولة أن يمكن التوظيف في المنظمات الدولية دون الرجوع إلى القيادات الحوثية بشكل مباشر أو غير مباشر.