مصادر عسكرية تزيح الغموض حول طبيعة انفجارات مأرب وتوقيتها

تقارير - Tuesday 04 February 2020 الساعة 10:37 pm
مأرب/الجوف/عدن/المخا، نيوزيمن، خاص:

رواية المصادر العسكرية اليمنية، من داخل مأرب، توصِّف الانفجارات حلقة ضمن سلسلة مترابطة؛ تبدأ من سقوط جبهة نهم ومواقع الجوف، وتضع سقوط مأرب نتيجة مرئية، بناء على معطيات موضوعية وشواهد تؤدي في النتيجة إلى نتيجة كهذه..

شككت مصادر عسكرية ومحلية متطابقة ومطلعة في طبيعة وحيثيات التضارب الكبير في المعلومات والغموض الذي الذي أحاط بالانفجارات الكبيرة -و"الغامضة" كما يقال حتى الآن- في مأرب ليل الاثنين /الثلاثاء، وقيل إنها عن ضربات "غامضة" أيضا تعرضت لها مخازن أسلحة.

التستر على "تفجيرات للتستر"

وبينما فرض تعتيم كبير بأوامر وتوجيهات من مراكز وسلطات عليا في مأرب، وفقا لمصادر خاصة مع نيوزيمن، قالت المصادر إن التعمية والإرباك مقصودان لذاتهما، واتهمت جهات ومراكز قيادية عسكرية ومحلية وحزبية، بالتظليل والتلاعب بالبيانات والإفادات للتستر على فضيحة تفجيرات متعمدة ومفتعلة يراد من ورائها التستر على نواقص كبيرة جدا في كم العتاد العسكري والحربي والأسلحة النوعية عهدة الجهات والأطراف المعنية. 

المصادر تشدد على "تفجيرات مفتعلة ومقصودة خشية من انكشاف المستور"، والذي سيقود حتما إلى سلسلة، مترابطة الحلقات والوقائع والمواقع، من المخالفات والتجاوزات والخيانات، وسوف تستغرق دائرة واسعة من المسئوليات والقيادات التراتبية، مع تحريك أي تحقيقات متوقعة يدفع إليها التحالف بقيادة السعودية لدى الشرعية، بشأن الانهيارات الصادمة والتداعيات العسكرية الكارثية خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، من نهم إلى الجوف ومأرب التي باتت في مرمى الخطر الداهم وتحت طائلة التهديد الحقيقي بالسقوط في أي وقت، في ظل التهاون والانصراف الرسمي عن واجبات التحقيق والمحاسبة على وجه الاستعجال والضرورة.

وبقيت المعلومات متضاربة وشحيحة، بعد ليلة ويوم، حول طبيعة الانفجارات، مع الاكتفاء بروايات متفاوتة واجتهادات متداخلة وخبط عشواء، فيما تأخرت أو غابت الرواية الرسمية المفترضة، في مثل هذه الظروف العسكرية الاستثنائية والحساسة جهة مأرب، ودون تحديد دقيق أو توضيح شاف بعدد المخازن والانفجارات ومواقعها والسبب المؤكد ونوعية الضربات ومصدرها وحجم الأسلحة والعتاد (الخسائر) ونوعيته والجهات أو الألوية المالكة للمخازن والأسلحة وغيرها من التفاصيل.

قصف مدفعي -قريب- من الداخل

ونفت بشدة مصادر عسكرية مباشرة في مأرب، مع نيوزيمن، يوم الثلاثاء، صحة الروايات السائدة والموجهة من اللحظات الأولى للانفجارات والتي تحيلها على خلفية هجمات جوية أو صاروخية من دون أي جزم أو حسم رسمي يحيل التأكيد والمعلومات على مصادر معينة ومسؤولة باسمها وصفتها. كما نفت أن تكون المخازن والمستودعات المستهدفة تضم أسلحة نوعية ثقيلة وذخائر صاروخية، بالنظر إلى عدم تطاير أي مقذوفات من المواقع خلال الحرائق المشتعلة تباعا.

وطبقا للمعلومات من المصادر نفسها، فإن "ضربات مدفعية أو قذائف قصيرة المدى من أماكن قريبة داخل مأرب، موجهة ومركزة، تعاقبت على استهداف مواقع ومستودعات محددة بدقة وعناية، لتفجيرها تباعا خلال فترات زمنية متقاربة جدا".

وتتحدث المصادر في السياق عن ما لا يقل عن خمسة أهداف وانفجارات في مواقع مختلفة. وتنفي بشدة أن يكون قد حدث قصف صاروخي باليستي متوسط أو بعيد المدى، كما هو الحال كذلك مع فرضية القصف الجوي سواء بالطيران الحربي أو الطائرات المسيرة.

ألوية ومراكز قيادية عليا

وفي حين حرصت التسريبات المتضاربة على تصوير انفجارات في أحياء سكنية مزدحمة، ولعبت على الجانب الإنساني والمخاوف من سقوط ضحايا مدنيين،  وروجت لمعطيات متضاربة بين مخازن ألغام ومخازن أسلحة، لحساب التعمية والإرباك حول مواقع وطبيعة نوعية الانفجارات وحجم ونوعية العتاد والأسلحة وتبعيتها، فإن معلومات متطابقة، من مصادر متطابقة وواسعة الاطلاع والصلة، تؤشر على مخازن أسلحة تابعة لألوية عسكرية بعينها، والأمر يتعلق بمراكز قيادية عليا في الجيش الوطني وفي مواقع المسؤولية القيادية المباشرة في المعارك والحرب والمجريات العسكرية في الجبهات والمنطقة العسكرية.

ولا تخفي قيادات عسكرية ومصادر ميدانية ومحلية في مأرب مخاوفها، تجاه الاختراقات الواسعة والخيانات الداخلية في عمق الشرعية وخلال هيكل الدفاع ومكونات الجيش الوطني من جهة، ومن جهة ثانية تجاه الأحداث المتسارعة والمفاجآت الصادمة، من الضربات الصاروخية المريبة التي تعاقبت على أهداف عسكرية ومدنية منتقاة بعناية في مأرب وحتى انهيار جبهة نهم مرورا بجبهات الجوف وإلى انفجارات مأرب الأخيرة والتي تعزز من وجاهة نذر الخطر المتزايدة إزاء مصير مأرب نفسها في المدى الزمني المنظور.

سوابق.. ولواحق

وعلى صلة بهذا تلفت المصادر إلى حوادث مشابهة أو قريبة من هذه توالت من جبهة نهم، الهدف منها "إخلاء عهدة" بطريقة استباقية تخلي المسؤولية من عتاد وأسلحة وذخائر توزعتها عشرات الألوية ولم يعد بالإمكان الآن التحقق من مصيرها بعد استراتيجية الانسحاب التكتيكي وإخلاء المواقع والمعسكرات.

ومعها يدور النقاش، بالضرورة، حول "إخلاء العهدة" إجمالا؛ إما بالحديث السائد حول إحراق الأسلحة والعتاد قبل الانسحاب، أو أنها ذهبت غنيمة للحوثيين، ويصعب التأكد من صحة أي من الروايتين.

هذا كله يزدحم في ظل شواهد وسوابق وشهادات تطعن في ذمة ومصداقية ونزاهة القيادات والدائرة الضيقة من المسؤولين والرتب العسكرية الكبيرة، فيما يتعلق بالميزانيات والتمويلات المالية والمرتبات والقوام الفعلي للألوية وحتى التسليح والتصرف به بيعا وتسريبا وتخزينا وما إلى ذلك.