سكان سيئون يبحثون عن الدفء في ملابس الشتاء و"عصيد التمر"

متفرقات - Tuesday 04 February 2020 الساعة 08:48 am
حضرموت، نيوزيمن، خاص:

يلتحف الأطفال وكبار السن بلباس الشتاء، في مدن وادي وصحراء محافظة حضرموت، جنوب شرقي اليمن، مع منخفض جوي بارد وصلت أدناها إلى الدرجة مئوية في ساعات المساء المتأخرة والصباح. 

في مدينة سيئون يختلف الأمر تماماً عند المساء، فمنذ أن سجلت درجات الحرارة انخفاضاً كبيراً ازداد إقبال المواطنين على شراء مأكولات تساعد على مد الجسم بالطاقة اللازمة لمواجهة البرد.

وتعد "العصيد بالتمر" الوجبة الأبرز حضوراً في مدينتي سيئون وتريم، إضافة للعسل الحضرمي والهريس المسماة بـ(الدوعنية).

ومع موجة البرد الشديد التي تشهدها المدينة هذه الأيام، يتحدث "عدنان عباد" مع مراسل "نيوزيمن" عن اقباله الكبير على شراء العصيد الحضرمية، لما لها من فؤاد كثيرة على مستوى تدفئة الجسم، كونها تضم سعرات حرارية كبيرة، مشيراً أن الحضارم، ومنذ القدم عند قدوم البرد يشعلون المواقد لعمل العصيد ويعملون على تجهيز الأغطية الثقيلة أثناء النوم والملابس الثقيلة عند الخروج للشارع.

في حين يؤكد بائع العصيد في سوق سيئون الشهير أكبر أسواق الوادي والصحراء "محمد بايعشوت" أن العصيد يشهد إقبالاً من المشترين عند زيادة حدة البرودة في الجو، لافتاً أثناء زيارة مراسل "نيوزيمن" لمطبخ عمله في أحد البيوت الطينية بالمدينة، أن العمل على العصيد يبدأ من صباح اليوم وحتى ساعات الظهر الأولى باستغراق خمس ساعات لعمله تحت النار، ويضيف إن أبرز ما يميز العصيد تمر النخيل المحلي والحيدوان، وهو سر الأكلة على غير (زيت المعصرة) المستخرج من السمسم الذي يعطي العصيد طعماً فريداً وذوقاً رائع..

وسجلت موجة البرد في سيئون رقما قياسيا هذا العام، فلم تعد احياناً الملابس الشتوية ذات جدوى، فيتجه السكان في ساعات المساء الأولى، للالتحاف بالبطانيات.

كما ظهرت دفايات الكهرباء التي تعمل بالطاقة الكهربائية لتدفئة المنزل، مثلما يعمل الأجداد بإشعال الموقد على الجمر (التريك) لتدفئة غرفة النوم، والالتحاف بالغطاء للنوم بدفء وسعادة، مشهد وصفه "عارف عبدالدائم"، مشيراً أن موجة البرد الموسمية تصل لأربعة أشهر في السنة وتشتد في الشهرين الأول والثاني وتعتدل في الشهرين الثالث والرابع.

ويقول وائل بن بريك المنحدر من محافظة عدن، والذي يزور المدينة منذ بدء البطولة التنشيطية لأندية الجمهورية، معلقا على البرودة الشديدة التي تشهدها سيئون "تفاجأنا ببرودة قوية جداً ليس مثل قبلها من الأيام، ولفت أن سيئون تعتبر من مناطق الوادي الجافة".

ومع اقتراب فصل الشتاء من نهايته تتقلب الأجواء الباردة والمعتدلة في مدن وادي حضرموت خلافاً عن ساحله؛ لكن ما يميز هذه المدينة الطويلة تنوع تضاريسها المناخية وارتفاع وانخفاض درجات الحرارة بين فترة وأخرى، وهو ما يجعل المواطنين في حذر دائم وتتبع لأخبار الطقس.