رفض عربي بـ"الإجماع" لـ"صفقة القرن" وفلسطين تقطع علاقتها بأمريكا وإسرائيل

العالم - Sunday 02 February 2020 الساعة 08:42 am
عدن، نيوزيمن:

أقر وزراء خارجية الدول العربية، السبت، بالإجماع رفض خطة السلام الأميركية الجديدة، بين الفلسطينيين والإسرائيليين والمعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن".

وقد أعلنت جامعة الدول العربية رفض مجلس الجامعة على المستوى الوزاري بالإجماع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة السبت.

وقالت في بيان نقلته وكالة رويترز "إن الخطة لن تؤدي إلى اتفاق سلام عادل".

وأكدت الجامعة في البيان أنها لن تتعاون مع الولايات المتحدة في تنفيذ هذه الخطة.. محذرة في ذات الوقت من قيام إسرائيل بتنفيذها بالقوة.

بدوره قال الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحفي نقلته القنوات الفضائية في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب "إن قرار رفض الخطة الأميركية جاء بالإجماع، وبالتالي صادر عن موافقة كاملة من الجميع".

وأكد أن التحديات التي تطرحها الخطة الأميركية يجب أن تدفع الفلسطينيين إلى السعي لرأب الصدع وإنهاء الانقسام.  

وفي المؤتمر نفسه، أشاد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، بالقرار العربي، واصفا إياه بـ"الشامل والكامل ويغطي الجوانب التي يحتاج إليها الفلسطينيون".

وأضاف أن القرار العربي يؤسس لتحرك دبلوماسي فلسطيني أوسع نطاقا في منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي لرفض الصفقة الأميركية.

وقال إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيتحدث أمام مجلس الأمن الدولي في 11 فبراير الجاري بشأن الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

وينص القرار العربي وفقا لقناة سكاي نيوز عربية على رفض خطة السلام الأميركية الجديدة، لكونها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني.

ويشير إلى أن الخطة الأميركية تخالف مرجعيات عملية السلام المستندة إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مع دعوة الإدارة الأميركية إلى الالتزام بالمرجعيات الدولية لعملية السلام.

وجاء القرار إثر اجتماع وزراء الخارجية العرب العاجل في القاهرة، الذي دعا إليه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بعدما طرح نظيره الأميركي، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي خطته التي سارع الفلسطينيون إلى رفضها.

وينص القرار أيضا على عدم التعاطي مع هذه الصفقة المجحفة، أو التعاون مع الإدارة الأميركية في تنفيذها.

وأكد أن مبادرة السلام العربية، كما أقرت نصوصها عام 2002، هي الحد الأدنى المقبول عربيا لتحقيق السلام، من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل الأراضي الفلسطينية العربية المحتلة عام 1967، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد على أهمية العمل مع القوى الدولية المؤثرة والمحبة للسلام، لاتخاذ الإجراءات المناسبة إزاء أي خطة من شأنها أن تجحغ بحقوق الشعب الفلسطيني ومرجعيات عملية السلام.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعلن اليوم السبت ان السلطة الفلسطينية قررت قطع كل علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك العلاقات الأمنية، بعد رفض الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأسبوع الماضي للسلام في الشرق الأوسط.

وأكد عباس، خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، رفضه الكامل لخطة ترامب والتي تدعو لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح بحدود يجري ترسيمها بما يتماشى مع احتياجات إسرائيل الأمنية.

وقال عباس خلال الجلسة الطارئة، التي عقدت لمدة يوم واحد لبحث خطة ترامب، ”أبلغنا الإسرائيليين والأمريكان... بأنه لن يكون هناك أي علاقة معكم ومع الولايات المتحدة الأمريكية، بما ذلك العلاقات الأمنية، في ضوء تنكركم من الاتفاقات الموقعة والشرعية الدولية“.

وكشف انه رفض أن يناقش مع ترامب خطته هاتفيا كما رفض استلام نسخة من الخطة لدراستها.

وأوضح أنه طلب عقد هذا الاجتماع لوزراء الخارجية العرب من أجل اطلاعهم على موقف الفلسطينيين من الخطة الأميركية، لمنع اعتبارها مرجعية جديدة لعملية السلام.

وشدد أن الصفقة "مرفوضة جملة وتفصيلا".

وقال عباس إن الضفة الغربية وغزة تشكلان 22% من فلسطين التاريخية "ورضينا بذلك، والآن يريدون أخذ 32% من هذه المساحة"، مبدياً اعتقاده أن "ترامب لا يعرف شيئاً عن الخطة والمسؤول عنها ديفيد فريدمان وجاريد كوشنر وجايسون غرينبلات". 

وتابع أن الولايات المتحدة هي الراعي الأساس لوعد بلفور، وأنها " لم تكن تعرف بالمفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين والتي سبقت اتفاق أوسلو". 

واردف والآن "يريدون مني الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل وأنا أعرف تماماً أنها ليست كذلك"، وتابع "يريدون مني أيضاً القبول بضم القدس وتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً وإلغاء حق العودة ونزع سلاح غزة". 

ووفقا لوكالة رويترز لم يصدر اي تعليق من المسؤولين الإسرائيليين على تصريحات عباس.

وكانت القوات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تتعاون إسرائيل منذ وقت طويل في توفير الأمن في مناطق الضفة الغربية المحتلة الواقعة تحت سيطرة فلسطينية.

 كما أن للسلطة الفلسطينية اتفاقات للتعاون في مجال المخابرات مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه).

واستمرت هذه الاتفاقات حتى بعد أن بدأ الفلسطينيون مقاطعتهم لجهود السلام التي تبذلها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2017.

وتدعو خطة ترامب، التي أُعلنت يوم الثلاثاء، كذلك إلى الاعتراف بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وبالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل.