التنباك.. كيف زُرع في تهامة باليمن ومتى؟

تقارير - Thursday 26 December 2019 الساعة 08:10 am
نيوزيمن، كتب/ د. عبدالودود مقشر

التنباك أو التُتَن سلعة نقدية زُرعت على نطاق واسع في اليمن، لكن المؤرخين مختلفون عن بداياته الأولى..

 ففي حين يذكر الأتراك أن هذه السلعة دخلت إلى اليمن في سنة 1013هـ وأنه في البداية كان غالي الثمن جداً وأول من أدخله هو الشيخ علي المغربي، وهو حكيم وطبيب شعبي، قدم لزيارة اليمن وأقام بزبيد، وبدأ استزراع هذه النبتة ببذور كانت معه وأنه جاء بها من بلاده المغرب العربي، وقيل إنه زار الهند وقدم بها معه من هناك، وفي بدء أمرها كانت غالية الثمن جداً ثم لما توسعت زراعتها انخفض سعرها بشكل كبير.

 في حين تذهب مخطوطة تهامية لدى الكاتب للعلامة والمؤرخ أبوبكر بن أبي القاسم الأهدل ذكر فيها أن استزراع التنباك في اليمن كان في بدء أمره في عهد المماليك الشراكسه فى اليمن [923 - 945هـ] الذين حكموا اليمن وتم انباته في تهامة بوادي سهام أولاً فقال "وأدخل المماليك التتن عليه -أي وادي سهام- ويسمى التنباك وهو محرق للتربة وبه نسبة نارية ويضر ما جواره...".

 لكن زبارة يرى أنه انتشر في 999هـ وأن الأئمة الزيدية أفتوا بحرمته ومنعه.. وكذلك اختلاف بين الأئمة الشوافع ما بين محل له ومحرم له. 

 وذهبت الآن البعثات الأثرية إلى أبعد من المماليك باليمن، فالعالم الأثري إداوارد ج. كيل رئيس البعثة الأثرية الكندية وجد غيلونات في مقطع الأرضي بالقلعة الناصرية في زبيد تعود إلى أواخر الدولة الرسولية (626 - 858هـ) وبداية عهد الدولة الطاهرية (858 - 923هـ) ونشر ذلك في سينمار الدراسات العربية العدد 22 (1992م).

 ثم طور دراساته عليها فيما بعد ووجد الغيلونات أقدم وأن الفخار الذي صنع منها هو نفسه من الفخار الحيسي بل وصل إلى مرحلة متقدمة من التطور الفني لهذه الغيلونات.

 (أ. د عبدالودود قاسم مقشر، تهامة في العهد العثماني)