محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

نخبة ماربية.. من أجلكِ يا مارب

Tuesday 30 June 2020 الساعة 09:40 am

 مأرب في وضع أصعب من أن يكون هناك طرف واحد ينتهك ثرواتها ويبيع لها الوهم، تسيطر عليها جماعة الإخوان كإقطاعية خاصة وليس باعتبارها منطلقاً أساسياً لخوض معركة تحرير صنعاء، الخطر اليوم على مأرب يشتعل في حدودها، يقترب كل يوم، يرجع ذلك الاقتراب إلى التخاذل الإخواني في مواجهة الحوثي، وهذا الأمر مرده إلى العلاقة والشراكة المتينة بين الطرفين في استثمار اقتصاد الحرب في اليمن.

الوهم أن هناك جيشا وطنيا يحمي مأرب، أو أنه يمكن التعويل عليه، "المقدشي" وزير الدفاع يعترف أن هذا الجيش عبارة عن كشوف ورقية، وليس حقيقة على الواقع، والجبهات تكشف ذلك الوهم، وذلك التلاعب بالأموال والمرتبات التي تذهب إلى قيادات إقطاعية تستنزف قدرات الناس وتحرق آمالهم في معركة نظيفة تحقق هدفها وتنهي هذه المعاناة المستمرة.

التعويل على جيش الإخوان في الدفاع عن مأرب هو تعويل على سراب، ليس هناك جيش في مأرب إلا ما يمتلكه الإخوان لحماية حقول النفط والغاز، وهذا يستدعي القبائل أن لا تركن أو تعول على جيش وطني في ورق، ومن أجل أن تحمي القبائل مناطقها يجب أن تتشكل في أحزمة ونخب لحماية كل منطقة، والدفاع عن أعراضهم وشرفهم.

صوت القبيلة في مأرب لا يجب أن يضيع وسط ضجيج جيش وهمي، لا بد أن يكون واضحا وحقيقيا له القدرة على حسم أمور مناطقهم، نخبة قتالية مأربية هي صوت يجب أن تسارع القبائل إلى تشكيلها بقيادات مأربية لا تستند أو تركن على جماعة الإخوان أو تلبسها لباسا أبعد من الدفاع عن مأرب وقطع خط التواصل الحوثي الإخواني في السيطرة على الثروة والنفط. 

نخبة مأربية إذا تشكلت يعتبر إنجازا كبيرا في طريق تحرير صنعاء، هدفها استلام مأرب من يد الإخوان العابثة بثرواتها، والدفاع عنها من يد مليشيات الحوثي المنتقمة والمتعطشة للغاز والنفط المأربي. الوقت ضيق ولا يحتمل التأخير، الحوثي يطوق مأرب، والإخوان يتغنون بها، بينما ينزف الناس في دهشة الضياع وسط جيش من ورق.


أهل مأرب وقبائلها لديهم القدرة على حماية أنفسهم، لكنهم بحاجة إلى تشكيلهم في قوات منظمة ومرتبة بعيداً عن جيش الإخوان، وأقرب الطرق إلى ذلك هي النخبة المأربية، وتشكيل أحزمة أمنية ترفد هذه النخبة بالأمن داخل المدينة وفي كل قبيلة ومنطقة، عند ذلك لن يستطيع الحوثي اختراق هذه النخبة، ولن يتمكن من السطو على مأرب.


جيش الإخوان عجز عن حماية أي قبيلة أو منطقة، على الرغم من وجود بعض عناصره يؤمنون بهدف وطني هو تحرير صنعاء ومواجهة الحوثي، إلا أن القيادات هي التي تخوض بهم معارك لا هدف لها إلا تعزيز قوة الحوثي وتأمين تدفق النفط والغاز وبيعه لحسابات هوامير الفساد في الشرعية.


مأرب بحاجة إلى صحوة قبلية حقيقية من أجل الدفاع عنها، لا بد من إعادة النظر في أي قوات ثبت فشلها في حماية حدود مأرب، والنظر في النخبة المأربية طوق نجاة وحماية القبائل، لا بد من موقف قوي للقبائل في تشكيل أنفسهم ودعم قيادة موحدة منهم والذهاب نحو حماية كل منطقة وقبيلة، لديها شرعية الدفاع والقتال وتمتلك القاعدة الشعبية والقبلية، ولا أحد يستطيع أن ينقض هذه النخبة المأربية.