نجمة الصالح

نجمة الصالح

يوميات مواطنة تحت سلطة الحوثي

Monday 27 January 2020 الساعة 08:55 am

في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، تبدأ المعاناة اليومية منذ أن يستيقظ المواطن، ولا تفارقه من حين يفتح عينيه صباحًا، حتى يغمضهما لينام في المساء.

بمجرد أن يستيقظ يبدأ مسلسل الهموم والجري وراء توفير أبسط الأشياء له ولأسرته يفتح عينيه ليبحث أولا عن الماء والذي قد لا يتوافر لكثير من الأسر والتي تقوم من الفجر لتسبق الجميع على خزانات مياه السبيل وتعبئ دبيبها ليتسابقوا من سيصل أولا إلى حنفيات السبيل لتعبئة دبابه والتي يوفرها ليومه بالكامل من ما يحتاجه للطبخ والغسيل والاستحمام، غير آبهين بنظافة تلك المياه، المهم اسبق الجميع إلى حنفيات السبيل ثم يبدأ يفكر كيف يطعم أطفاله وارتفاع الأسعار والمواد الغذائية والخضار وكل شيء حوله مرتفع، فهناك ضرائب وجمارك فرضتها مليشيات الحوثي على التجار والذين بدورهم فرضوها في أسعار بضائعهم والمواد الغذائية ليزيد من معاناة المواطن التي أثقلت كاهله.

انقطاع الكهرباء هم آخر يلقي بضلاله على المواطنين وحرمانهم من الضوء في الليل ليعيشوا في ظلام دامس أو على ضوء الشموع أو الطاقة الشمسية والتي خلفت عددا من القتلى بانفجار بطاريتها.

المشتقات النفطية من غاز وبترول حول المواطن إلى متسول في الشارع يقوم بجمع الكراتين والحطب من كل شارع ليقدر أن يأكل بعد ارتفاع أسعار أسطوانات الغاز والتي تبلغ في أفضل الأوقات في حدود الخمسة آلاف أيام توافرها وأيام انعدام تجد الشعب كله في الشوراع يجمع الكراتين.

كل هذة الأعباء والغلاء والأوضاع المأساوية تسكن لدى شعب لا يملك راتباً فراتبه انقطع منذ أربع سنوات.

ناهيك عن ارتفاع أسعار الدواء واختفاء الدواء المقدم من المنظمات الدولية وانتشار الأوبئة التي تجتاح مناطق سيطرتهم وتلتهم المواطنين، كل ذلك في تقصد واضح من مليشيات الحوثي لجعل المواطن يعاني وعودة الوضع إلى ما قبل 1962 وما كان يعانيه الفرد من فقر وجوع ومرض وتخلف.

لم يبق لدى المواطن إلا الانترنت ليروح به عن نفسها إلا أن مليشيات الحوثي تبذل كل جهدها في محاربة والقضاء على الانترنت في اليمن. نعم إن التخلف والامامة المخيمة في عقول أصحاب الكهف يرون الانترنت كبدعة فبعد محاربتهم لشبكات الواي فاي الرخيصة الثمن والتي جعلت الانترنت في متناول الجميع إلى توقيف الانترنت بشكل عام على كل اليمن لعدم تسديدها مبالغ الانترنت لشركة الدولية لتقوم الأخيرة بقطعه على اليمن لحين السداد. إن ما يقال عن قطع الكابل البحري هراء فاليوم لنا أكثر من أسبوع بدون نت هل عجزت سلطة الحوثي عن إصلاحها أم أنها جاءت حجة فقط؟

هكذا يعيش المواطن تحت سلطة الحوثي في هم كيف يوفر احتياجاته الأساسية، من مأكل، ومشرب. لتنشغل سلطة الحوثي بمعارك وهمية لا علاقة لها بالوطن ولا بالمواطن.

فبدلاً من توفير الاحتياجات الأساسية للمواطن، فهي تارة تجدها تقتحم محلات البوالط في معارك حامية الوطيس لتنتهي بحرق أحزمة وربطات البوالط، وأخرى تحلق للمراهقين شعورهم بتهم غبية. يا هؤلاء هناك أناس يموتون جوعاً، وجهوا كل جهودكم لتوفير الحياة لهم.. الأوبئة تفتك بالناس في الحديدة، الناس تنتظر ماذا ستقدمون لها ولا يهمها ربطة بلطوا أو شعر مراهق.