محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

ما اسم الجمهورية التي يترأسها "هادي".. وأين تقع البلاد التي يحكمها؟!

Sunday 12 January 2020 الساعة 03:27 pm

أين هادي..؟ أين صوت الرئيس في زمن الحرب ؟ أين بلادنا..؟ أسئلة تحمل دلالاتها التي تعبر عن حال المواطن الذي تاه وسط هذه التراكمات السياسية والعسكرية والاقتصادية، ولم يعد يتمكن من استيعاب وبلع التطورات التي تحدث وتتغير في كل لحظة، وربما أصبح هذا المواطن لا يعرف اسماء أبنائه، ويتذكر فقط أن هادي كان رئيساً مؤقتاً، اختفى في زمن الحرب. 

لا يوجد رئيس مثل "هادي" يساهم في جلب الحرب من أجل مشروعه الاتحادي، ثم يترك ساحة المعركة وينزوي بعيداً عن كل الصراعات التي تطحن البلاد، بل والأفظع أنه يساهم في تأزيم الأوضاع واستمرارها من خلف استار تحجبه عن الناس ومطالبهم، ولا يخاطبهم إلا عبر قرارات تخدم "جماعة الإخوان" وتعزز من تسلطهم على السلطة.

تمزقت رقعة الجغرافيا بين الأطراف المتصارعة، وأصبح لكل منطقة حكمها، ولم يعد "لهادي" موطئ قدم يحكمها، وما تلك التي يسيطر عليها الإخوان إلا مناطق لا تخضع له، وإن كانت صورخ تملأ شوارع مأرب، فقراره لا يتجاوز التعيينات التي تفرض عليه في المناصب التي تخضع لتعيينات بقرار منه، وأما غير ذلك فهو مجرد تمثيلية في مسرح ليس له فيه إلا صورة رمزية.

"هادي" لا يمكن اليوم وصفه بالرئيس الذي يتحكم بالأوضاع في بلاده، أصبح عاجزاً على أن يكون رئيساً حقيقياً يمكن التعويل عليه في إنهاء حرب ساهم في إشعالها، وأصبح يمثل فقط صورة رمزية لجماعة الإخوان تستخدمه ورقة في مسرحها ومشروعها لتسهيل تنفيذ الأجندات عبر الشرعية التي لا يزال المجتمع الدولي معترفاً بها.

سقطت عن "هادي" جمهورية كان يترأسها وأصبح اليوم نزيل الفنادق، وعلى الرغم من جنديته وتشبعه بالعسكرية  إلا أنه ترك المعركة والقيادة وهرب منها، تاركاً خلفه الخيانة التي لم يتوقعها أحد، لا يجب أن يكون رئيساً وهو بعيد عن المعركة وعن أوجاع الناس ومطالبهم، ولا يجب أن يكون رئيساً وهو يستخدم الحرب لتنفيذ أجندات جماعة إرهابية "الإخوان" تتخفى خلف ستار الشرعية، ولا يمكن أن يكون رئيساً وهو ينظر إلى شعبه ينزف وبيوته تُهد ولا يواسيه بكلمة أو خطاب حقيقي. 

"هادي" عندما كان رئيساً سلم صنعاء لميليشيا الحوثي الإرهابية، واستقبلها في عمران، في ظل وضع لا يزال في يده الجيش والدولة والشعب، لكنه يخذل كل من يحلم بدولة حقيقية، وينزع عن هذه الأحلام قدسية الوطن والأمن والاستقرار، مع "هادي" تضيع البلاد والشعب، حيث اليوم أصبحنا شعوباً متعددة في بلادنا الممزقة، لا نستطيع التنقل بحرية فيها، إلا عبر إجراءات لا تستخدم إلا في المنافذ الدولية. 

عدن عاصمة الجنوب والمقاومة، خذلها "هادي" عندما آوته واحتضنته هارباً من صنعاء، ثم تركها للحوثي يبطش بها وغادر إلى السعودية، وعندما حررتها المقاومة الجنوبية، أرسل لها "جيش الإخوان" لينهبها ويبطش فيها كما فعل الحوثي، وكأنه ينتقم من كل الرجال الوطنيين كالعميد الحمادي، ومن كل المدن التي آوته وحمته كصنعاء وعدن.


الحديث عن "هادي" هو حديث عن خذلان ومأساة، واستثمارات الحرب التي أفقدت الناس جمهوريتهم وبلادهم، وتراكمت الأشلاء والجماجم، وتحولت اليمن إلى يمنات وهويات مختلفة، كان بمقدوره أن يصنع المستحيل وينهي الحرب لصالح الشعب في فترة وجيزة، لكنه أركب البلاد على كف عفريت، ثم غادر للنوم في فنادق الرياض… بلا خجل.