نجمة الصالح

نجمة الصالح

الحوثي يختلق أزمات ليستثمرها

Saturday 21 September 2019 الساعة 03:01 pm

في ليلة وضحاها تختلق مليشيا الحوثي أزمة مشتقات نفطية، وفي ليلة وضحاها ترتفع كل الأسعار.

وكذلك فجأة ينعدم الغاز وتختلق الميليشيا أزمة من العدم، على الرغم أنه للأمس فقط وعاقل حارتنا يسلم كروت الغاز إيذاناً بتوزيع كمية جديدة ما يؤكد وجود الغاز، لكن في اليوم التالي يقول: لا يوجد غاز!! وتقوم النساء بإعلان حالة الطوارئ ويبدأن مشواراً جديداً للخبز في تنور الحطب.

وبالتوازي مع ذلك يسارع صاحب الوايت الخاص بالماء برفع السعر إلى سبعة آلاف ريال رغم أنه للأمس كان بثلاثة آلاف وخمسمائة ريال.

أصحاب الباصات كذلك أوقفوا باصاتهم، ونرى الناس يسيرون على أقدامهم في الطرق وهم يبحثون عن مواصلات وحتى إذا ظهر باص واحد تسابق الكل عليه للصعود إليه الى درجة أنه يجلس خمسة أشخاص على كرسي لا يكفي إلا لثلاثة أشخاص.

أما أصحاب سيارات الأجرة فرفعوا أجور النقل إلى الضعف ويقولون: الدبة البترول في السوق السوداء تباع اليوم بخمسة وعشرين ألف ريال.

وفي ليلة وضحاها رفع الجزار سعر اللحوم وكذلك أصحاب الخضار يبيعون اليوم خضروات بايته بأسعار مضاعفة بذريعة انعدام المشتقات النفطية وارتفاع أجور النقل وأن تكلفة المشوار لسوق علي محسن للخصروات يساوي قيمة ما كانوا يشترون به خضروات لمحلاتهم.

وهكذا تختلق مليشيات الحوثي أزمات متعددة لمضاعفة معاناة المواطنين في مناطق سيطرتها، وهكذا تلعب أيديهم الخفية والمتغلغلة في كل شؤون الحياة اليومية للمواطنين لتحول حياتهم إلى جحيم.

الكثير من الناس في أيام أزمات الحوثي الدورية تحجم عن الخروج وتفضل الجلوس في منازلهم.

فبين الحين والآخر تخلق المليشيات أزمة مشتقات نفطية تستمر لعدة أيام يجمع فيها تجار السوق السوداء ملايين الريالات.

إنها يا سادة أزمة مقصودة من أجل إفادة ونفع تجار السوق السوداء وتتحكم بها في الخفاء قيادات الصف الأول في مليشيات الحوثي أمثال محمد علي الحوثي ومحمد عبدالسلام.

إن هذه الأزمات التي توجدها المليشيات إنما هي بمثابة الهدايا لتجار السوق السوداء لتشغيل تجارتهم والخوف من كسادها، ويستثمرون تلك الأزمات لمصالحهم الشخصية وتنمية ثرواتهم، وإلا كيف ستتواجد المشتقات النفطية وبكثرة لدى تجار السوق السوداء، فيما باقي المحطات سواءً الحكومية أو الخاصة مغلقة.