فتحي الباشا

فتحي الباشا

تابعنى على

بتضحيات الأبطال.. الحديدة تتحرر

Saturday 22 December 2018 الساعة 08:34 am

قرار مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن الصادر الجمعة برقم (2451) ليس مجرد عصا غليظة سلطت على المليشيا الحوثية لإجبارها على السير في طريق التسوية السياسية فحسب، بل إنه أيضا "ملحق تفسيري" لاتفاقات السويد.. لمن أساء الفهم والتفسير من قيادات المليشيا بعد محاولتها الالتفاف على التزامات استوكهولم تحت مبرر عمومية الألفاظ والعبارات والمصطلحات والبنود.

ومن حق قادة المليشيا الحوثية تفسير اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة لقواعدهم وفق ما يشتهون.

فالمعركة التي تخوضها مليشيا عبأت عناصرها بشعارات الموت لأمريكا والعداء للغرب.. وأكاذيب العدوان الخارجي على البلد وادعاءات الدفاع عن السيادة الوطنية.. وبخزعبلات الولاية والتأييد والنصر الإلهي والمعركة الكونية، ليست أقل ضراوة من معارك الساحل الغربي التي تخوضها المليشيا منذ 7 أشهر، فنخرت عظامها واستنزفت مخزونها البشري والقتالي.

ففي معركتها الأولى تحاول المليشيا إنقاذ مشروعها "الديني، والسياسي، الثقافي" بنفي التوقيع على اتفاق ينقلب على كل شعارات الحركة، وفي معركتها الثانية تحاول النفاذ بجلدها وإنقاذ ما بقي من ذراعها العسكري وعدم المضي في الانتحار حتى آخر مقاتل.

وما دام ذلك من حقها فمن حقنا أيضًا أن نوضح لقواعدنا أن الجماجم لم تسحق والدماء لم تبذل من المخا حتى دوار يمن موبايل، لتخرج المليشيا دباباتها وسلاحها الثقيل من المدينة.. ويستبدل عناصرها لباسهم المدني بالميري العسكري أو زي أمن الطرق وشرطة المرور، فيما يبقى مشرفوها القادمون من كهوف صعدة على رأس السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية، هذا غير وارد.

لذلك ليس من خيار أمام المليشيا الحوثية إلا تنفيذ اتفاق استوكهولم.

وبالتأكيد مضيها في تنفيذ ذلك الاتفاق هو "اندحار" من مدينة الحديدة.. وتراجعها عنه "انتحار" في الحديدة وباقي مناطق سيطرتها.

فالمضي يعني انسحاب الحوثيين من الموانئ الثلاثة وتسليمها للأجهزة الحكومية التابعة للحكومة الشرعية في مرحلة أولى.. وإعادة نشر مقاتليها خارج المدينة في مرحلة ثانية.. وإخراجها من كامل محافظة الحديدة في مرحلة ثالثة وأخيرة.

والتراجع يعني نسف جهود التسوية السياسية برعاية الأمم المتحدة.. ورفع الضغوط الدولية عن التحالف العربي والحكومة الشرعية للمضي في حسم المعركة بكل الوسائل المتاحة.. وإغلاق الباب هذه المرة وبشكل نهائي على المليشيا لتكون جزءاً من أي ترتيبات لمرحلة انتقالية.

لهذا يحق لنا أن نقول:
بتضحيات الرجال الأبطال من المقاومة الوطنية وألوية العمالقة والألوية التهامية محافظة الحديدة على موعد اليوم مع السلام الذي يستحقه أبناؤها وتستحقه هذه المحافظة المسالمة، وهي في الأيام القادمة على موعد مع النصر والتطهير الكامل من سيطرة الشرذمة الحوثية بعد 4 أعوام من السلب والنهب والفقر والجوع والخوف والاعتقالات والقمع والتنكيل.

وخلال أيام لن يكون مسموحاً لأي حوثي التواجد فيها إلا بصفته مواطنا عاديا أو موظفا حكوميا أو عابر سبيل.

ولن يستقوي أحد على أبناء الحديدة بعد اليوم أو يرهبهم أو يخضعهم بدبابة أو مدفع أو طقم عسكري، فهذا غير وارد.

وختاماً نؤكد أنه لولا انتفاضة 2 ديسمبر المجيدة، لما رأی اتفاق ديسمبر 2018م النور في السويد، وعملياً كُسر المشروع الحوثي في صنعاء قبل عام وفقد حاضنته السياسية والاجتماعية فيما يعتبرها مناطق طوقه المذهبي ممثلة ب"حجة، والمحويت، وعمران، وذمار".

وخلال عام من الانكسار فقد كبار قياداته ونخبة مقاتليه وعتاده في معارك الساحل الغربي.

فهرب من هزيمة "الحديدة" بتوقيع اتفاق استوكهولم.. وسيستبق معركة اجتثاثه من "صنعاء" بإبرام اتفاق للحل الشامل في الكويت.

* جمعها نيوزيمن من بوستات الكاتب على صفحته في الفيس بوك.