جلال محمد

جلال محمد

مقاتلون جدد.. مكاسب الحوثي بعد السويد

Sunday 16 December 2018 الساعة 08:51 pm

عجزت جماعة الحوثي عن تحشيد مقاتلين جدد للدفع بهم في مختلف محارقها "جبهات" القتال على امتداد ما تبقى من محافظات يمنية قابعة تحت سلطتهم، ورغم كل ما قامت وتقوم به من ترهيب وترغيب وتغييب لعقول البسطاء وخصوصاً من أبناء القبائل في سبيل الحصول على مدافعين جدد عن مشروع الولاية السلالية، ولقتل اليمنيين وجمهوريتهم ونسيجهم الاجتماعي الذي مزقته الجماعة الحوثية وخلقت الأحقاد والأحزان والعداوة على مستوى القرى والعزل والمديريات والمحافظات.

ولمواجهة النقص الذي تتعرض له جماعة الحوثي في أعداد مقاتليها، رغم استعانتها بالمساجين والخبراء اللبنانيين والإيرانيين، وما وصلهم من مدد الحشد الشيعي العراقي لمواجهة انهيار الجماعة في الساحل الغربي خصوصاً، في معركة وجود بين الطائفيين واليمنيين، بين المتمسكين بخرافة الحق الإلهي، والمتمسكين بالجذور التاريخية والحق الأصيل لليمنيين في يمنهم الذي يتساوى فيه اليمنيون جميعاً، معركة اليمنيين الذين يريدون بناء بلدهم ودولتهم والتعايش السلمي العادل، معركة مصيرية تداعى لها السلاليون من كل حدب وصوب لتحقيق وهمهم بالأحقية والولاية والعرقية، ويواجههم اليمني الذي كتب عليه منذ 1200 عام مواجهة عنصريتهم ووهمهم في تهميشه وكسره دون النظر للواقع والعمق التاريخي الذي يستمد منه اليمني بأسه وقوته، ومن هذه الأرض التي خلق يشبهها أسمر كتهامة وصلد كجبال هذه الأرض اليمنية، وكريم لمن يستحق كرمه كالبحر.

وفي غمرة السرور الذي تملك قلوب الناس بما قدمته القوات اليمنية بمختلف مسمياتها في الساحل والجبل من خدمة تطهير اليمن من لوثة تصر أن تعيد استعباد شعبه، ورفض بائعي البشر من المسمين "شيوخ القبائل" الاستمرار في تقديم خدمات البيع للمقاتلين لهذه الجماعة جراء الموت الجماعي لكل ما حشدوه وأرسلوه، بادرت الأمم المتحدة وبموافقة ما تسمى الشرعية، على إعادة الأمل بالبقاء للجماعة رغم اقتراب الفناء، قدم المبعوث الأممي وغباء الشرعية 7200 مقاتل حوثي لرفد الجبهات المنهارة، 7200 مقاتل أسير سيعودون لقتل الأبرياء وفي قلوبهم كتلة حقد وانتقام لا تنتهي خصوصا أن أغلبهم عقائديين من الصعب تصحيح توجهاتهم وإعادة تأهيليهم للعودة ليمنيتهم الحقة.

صحيح أن الملف إنساني ولكن لمن غُرر بهم، لمن جرى اختطافهم واعتقالهم ظلماً، هنا يكون ملفا إنسانيا فقط، أما من أسر منهم وهو في مترسه أو أحيط به، فهو متمرد خارج عن الدولة والقانون، وأعتقد أنه قد تم نفي صيغة التمرد والانقلابية عن الحوثيين بعد الموافقة على مبادلة أسرى يعلم العالم أجمع أنهم مدنيون وصحفيون وأصحاب رأي ومواطنون عاديون في أغلبهم بمتمردين قاتلوا وقتلوا ودمروا دولة وبلادا، وسوف يعودون للأفعال التي أسروا وهم يمارسونها، إراقة الدم وتفجير المنازل ونسف الطرق والجسور وتلغيم كل شبر في أرض اليمنيين التي ما زالت تتحكم فيها هذه الجماعة، ولكن هذه المرة بحشود مدربة منتقمة تبلغ 7200 دفعة واحدة تكفلت الأمم المتحدة وشرعية هادي برفد جبهات الحوثي بهم، ولننتظر موجة صراع أعنف ما دامت الجماعة قد كسبت مقاتلين جددا.