جلال محمد

جلال محمد

عندما يبيض الديك سيؤمن الحوثي بالسلام

Sunday 09 December 2018 الساعة 04:49 pm

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس الماضي، انطلاق الجولة السادسة من المشاورات العقيمة والعبثية بين طرفي الصراع السياسي المستثمر للمأساة اليمنية: جماعة الحوثي الوكيل الحصري للمخطط الإيراني في اليمن، وحكومة هادي الممثل الحصري لمطامع الإخوان والفاشلين في إثبات أنفسهم رغم الدعم السخي الذي تحصلوا عليه طيلة أربعة أعوام.

محادثات السلام في اليمن التي انطلقت قبل ثلاثة أيام في العاصمة السويدية استكهولم، باتت على المحك ورهن التشكيك والفشل المتوقع مسبقاً في التوصل لما من شأنه إنهاء الصراع كلياً وإعادة الدولة ومؤسساتها المنهوبة شمالاً والمنهكة بطيف واحد جنوباً وشرقاً، وكما يقال إن الجواب "يبان" من عنوانه، فقد وصل لنا عموم الشعب أن ما يتحاور عليه المستثمرون للمأساة اليمنية "الحوثي - هادي" لا يعدو سوى تكريس للفشل في ظل محاولات المتمردين العبثية تعطيل الوصول إلى حل سياسي في اليمن، ومواصلة الانتهاكات وخرق الهدن التي تتزامن مع جولات المحادثات.

فمعطيات المشهد اليمني لا تشي بقرب التوصل إلى حل للأزمة اليمنية، في ظل نهج المخادعة السياسية التي يراوغ بها المتمردون الحوثيون، خلال ماراثونات المحادثات السابقة، فهم وكلاء مميزون لإيران التي أجادت تدريبهم لخدمة مصالحها وتعليمهم كيفية اللعب بورقة المماطلة وكسب الوقت وتحين الفرص حتى يحقق حليفهم الإيراني مكاسب على المسرح السياسي الدولي والإقليمي تنعكس في نهاية المطاف لصالح الربيب الحوثي في اليمن، ولذا لا يعول المجتمع اليمني، في أغلبه، على ما سوف تنتج عنه مشاورات عديمي القرار في السويد، اللهم إن الشعب يثق تماماً أن المتحاورين الكومبارس، وبرعاية أممية، يقومون بتنفيذ ما يريده مخرج اللعبة حصرياً وهو إيصال اليمن إلى النموذج الليبي بشكل رسمي وواضح بعد أن ظل كذلك بشكل خفي.

ومن يتوقع من جماعة الحوثي سلاماً عليه أن ينتظر لـ لبن العصفور أو لبيضة الديك، لعل الديك والعصفور أن يأتيا بالمعجزة المستحيلة قبل أن يؤمن الحوثي بالسلام، أو يتوقف الحوثي عن التلكؤات التي يخترعها في كل جلسة نقاش وحوار، بالأمس يطل علينا المستثمر للمأساة اليمنية محمد عبدالسلام، ليقول إنهم يرفضون فتح مطار صنعاء كمطار داخلي يتم تفتيش الرحلات منه وإليه في عدن أو سيئون، بحجة أن مطاري عدن وسيئون تحت الاحتلال، رغم أن فتحه بهذا الشرط هو خير من استمرار إغلاقه، كما أنه خير من فتحه، بحيث تمر الرحلات عبر بيشة في الذهاب والإياب كما كان قبل الإغلاق.

فلا ندري هل هذا حرص من عبدالسلام وجماعته على تيسير الأمور للمرضى وكبار السن السفر والعودة أو أنه حرص على عدم معرفة ما يراد أن يستخدم لأجله مطار صنعاء من تهريب وتمكين وإمداد للجماعة لتطيل أمد الحرب والصراع على الأقل حتى يحقق الإيرانيون مبتغاهم من ابتزاز العالم بهذه الجماعة، لأن المنطق والواقع يقول إن ما تقوم به الجماعة لا يخدم البتة اليمن واليمنيين.

يعمد الحوثيون إلى تفريغ المفاوضات من جدواها، والعمل على إضاعة الوقت في محاولة لتعميق الأزمة اليمنية؛ ممّا يدل على أنهم يتحركون بتوجيهات إيرانية، بدليل أنهم لم يبذلوا أي جهد في تحقيق تقدم بالمفاوضات منذ أن بدأت، في حين أن الطرف الآخر قدم ويقدم الكثير حرصاً منه على الحل السلمي، على الأقل، كما كان يشير لذلك المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ، أو ما يردده اليوم مارتن غريفيث.

ولنا أن نتأمل مناشدات العالم أجمع، وخصوصاً الدولة المضيفة السويد للحوثيين أولاً ولطرف الحكومة المعترف بها دولياً ثانياً أن لا يضيّعوا الفرصة التي قد تجنب اليمن خسارة مزيد من الأرواح، ومن المفترض أن تضع حلاً لدوامة العنف في البلاد، إن كانوا فعلاً باليمن مؤمنين ولأجل اليمنيين يعملون.