د. ناصر الخبجي

د. ناصر الخبجي

تابعنى على

استحقاقات الجنوب الكبری

Friday 01 June 2018 الساعة 08:46 pm

في هذه اللحظة التاريخية الحساسة من مسيرة الثورة الجنوبية، التي مرت بتطورات طبيعية وموضوعية وانتقلت الى المربع السياسي الهام، عقب تحقيقها الانتصارات الميدانية، أصبح الجنوب اليوم على أبواب الاستحقاقات السياسية الكبرى في ظل المتغيرات المحلية والظروف الإقليمية والدولية التي أصبحت جميعها ترجح كفة ميزان شعب الجنوب وقضيته.

وبالتأكيد فإن من أبرز ما نتجت عنه مرحلة ما بعد تحرير الجنوب جغرافياً، كنتيجة طبيعية لقيام عاصفة الحزم التي أعلنها الأشقاء في دول التحالف العربي، وما نتج بعد ذلك من تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، فقد تمكن الجنوبيون من كسر الحصار السياسي المفروض على الجنوب منذ عقود، وإيضاح المسار السياسي الذي يتمسك بموجبه شعب الجنوب لبلوغ أهدافه، ولابد من تعزيز ذلك برؤية سياسية جنوبية وجعل القرار السياسي لشعب الجنوب على أرضه كحقيقة قائمة على الأرض لتحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي في استعادة استقلال دولة الجنوب كاملة السيادة بحدود ما قبل 1990م.

ومن هذا المنطلق، واستشعاراً بالمسؤولية الوطنية التاريخية والسياسية التي تحملها المجلس الانتقالي الجنوبي، في أصعب الظروف والمراحل المعقدة، وتاكيداً على أهمية العمل المشترك والرؤية الجنوبية السياسية الموحدة، فقد سادت (لقاءات أبوظبي) التي رعتها مشكورة دولة الإمارات العربية المتحدة، تفاهمات كبيرة، يمكن تسميتها بالتفاهمات التاريخية، والتي كان عنوانها حرص الجميع الوطني على التقارب وتوحيد الرؤية والمسار السياسي والاصطفاف الوطني الجنوبي.

لقد كانت لقاءات مثمرة، وتم التوافق على كثير من النقاط والخطوط العريضة، ولاتزال مستمرة وسوف تفضي إلى خطة عمل واسعة، تشمل توسيع المجلس وتعزيز عمله وتحسين وظائفه التمثيلية والإدارية، بمشاركة القوى الجنوبية الفاعلة بالداخل والخارج، ولن تتوقف على نقاط معينة بقدر ماهي عملية تطويرية وكذا حوارية كبيرة تناقش فيها كافة القضايا المصيرية التي تحدد مصير ومستقبل الجنوب السياسي والإداري وتلبية تطلعات شعبه.

ومن الواجب تعزيز العمل السياسي المشترك ووجود الرؤية الجنوبية السياسية الجامعة استعداداً للعملية التفاوضية من خلال فريق جنوبي واحد يحمل القضية الجنوبية ويعبر عن الإرادة الشعبية الجنوبية التي تنشد استعادة دولة الجنوب كهدف استراتيجي، من خلال تحقيق تواجد الجنوب سياسياً على الصعيدين الاقليمي والدولي، وتثبيته كطرف رئيسي في عملية التفاوض السياسية، وتعزيز تواجده الميداني، لنيل الاستحقاقات الجنوبية السياسية وتحقيق تطلعات شعبه المشروعة.

بالمجمل، كانت لقاءات قيادات الجنوب في أبوظبي، إيجابية جداً وتكاد تكون لأول مرة تحدث، إذ سادتها الألفة والشفافية، وحققت التقارب بين القيادات التي تباينت كثيراً واختلفت في وجهات النظر، نتيجة القطيعة وعدم التواصل، ولكنها اليوم بالتقارب واللقاء ذابت التباينات وتم ردم الفجوة، استشعاراً من الجميع بالمسؤولية الوطنية والتاريخية والتصدي للمخاطر الجمة المحدقة بالجنوب ومصيره وتضحيات شعبه ومستقبلهم.

إن اللحظة الراهنة اليوم التي يعيشها الجنوب، هي سياسية انتقالية، ستنتقل بالجنوب من مرحلة إلى مرحلة أخرى متقدمة، ولابد فيها من تهيئة الأرضية الجنوبية وإرساء مداميك صلبة يقف عليها الجنوبيون استعداداً لقيام دولة الجنوب الفيدرالية الجديدة بنظامها الجديد وشكلها الحديث الذي يتطلع فيه كل الجنوب الى العدالة والمساواة وصون وحماية حقوق الإنسان واحترام المعاهدات الدولية وحماية الأمن والسلم والدوليين.

عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي
رئيس لجنة الحوار والتفاوض