محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

في زمن الحوثي.. صنعاء عاصمة الجرائم

Wednesday 14 September 2022 الساعة 10:14 am

تتشدق الحوثية الإرهابية أن صنعاء التي سيطرت عليها تعيش في حالة من الأمن والاستقرار، هذا التشدق الذي تمارسه عبر وسائل إعلامها الممول إيرانياً، لم يعد له صدى أمام الواقع، لم يعد له تأثير أمام الجرائم التي تُرتكب يومياً وسط صنعاء، جرائم جنائية بمختلف أنواعها، تضاف إليها الجرائم التي ترتكبها عناصر الحوثية الإرهابية نفسها بحق المجتمع والمعارضين لسياساتها داخل الشمال.

كل يوم تُخلق جريمة جديدة في صنعاء، إلى درجة أن الرأي العام الذي يحاول مساندة الضحايا بأخذ حقهم والاقتصاص من الجناة، لم يعد يستوعب الكم الكبير من الضحايا للتضامن معهم، فبينما يتم التضامن مع ضحايا جريمة معينة، يجد الرأي العام نفسه أمام جريمة أخرى وضحايا جدد، حتى إن وسائل التواصل الاجتماعية والناشطين على تلك الوسائل تحولت صفحاتهم إلى تضامن ونشر لمتابعة المستجدات للأوضاع الأمنية ورصد ونشر الجرائم التي تُرتكب ودرجة التضامن مع الضحايا.

ما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي عن الجرائم التي ترُتكب يومياً في صنعاء ومناطق الشمال هو القليل مما يتم الكشف عنه، ومما يصل إلى وسائل التواصل، فهناك الكثير من الجرائم لا يُنشر عنها، ولا يعرف البعض عنها، وخاصة في مناطق الريف وذلك لضعف وجود الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وكذلك إلى الخوف من الاعتقال حال تم نشر خبر عن ارتكاب جريمة.

انتشرت الجرائم في صنعاء بمختلف مستوياتها وأنواعها، منها جرائم القتل والنهب والسلب والسرقة، وجرائم الاغتصاب بحق الأطفال، كل هذه الجرائم التي تحدث في مناطق سيطرة الحوثية الإرهابية، هي مثال حيّ على مدى فشل الحوثية في تأمين المجتمع، وكذلك نتيجة للظروف التي يعشها المجتمع وخاصة حالة الفقر التي تخنق الجميع، فمع ظروف الفقر وانقطاع المرتبات وسياسة التجويع والتضييق التي تمارسها الحوثية الإرهابية فإن المجتمع يتحول إلى وحوش مفترسة، فتنتشر الجريمة ويقل الوازع الديني والقيمي.

تعيش مناطق سيطرة الحوثية الإرهابية حالة من الخوف وخاصة مع اشتداد القمع والتنكيل التي تمارسها الجماعة، بالتزامن مع انتشار ارتكاب الجريمة والإرهاب المجتمعي، حتى تحولت صنعاء مركزاً للجريمة بعد أن كانت ملاذ الآمنين ومدينة للسلام والمحبة، ها هي اليوم تتحول إلى ما يشبه مدن أمريكا اللاتينية التي تنتشر فيها العصابات.

والمتطور في الأمر أن صنعاء الآن أصبحت مركزاً من مراكز بيع المخدرات وتهريبها إلى دول الجوار، لقد تحولت صنعاء إلى مدينة إدمان للمخدرات وبيعه، وسقطت عنها كل معايير العواصم التي تنعم بالأمن ووجود القانون الذي يحمي ساكنيها من مختلف المناطق والمذاهب.

القتل شبه اليومي والاختطافات اليومية، والاغتصابات للأطفال والنساء، والنهب والسرقة، والاغتيالات، وكل أنواع الجريمة أصبحت الآن لها صنعاء مرتعاً وبيئة خصبة لانتشارها، تريد الحوثية من خلالها أن تنتشر في المجتمع كل أنواع الجرائم لإنهاك الجميع، ولتحقيق المآرب المختلفة من وراء انتشارها، فمثلاً جرائم القتل تسعى الحوثية من خلالها للتخلص من معارضيها ومنتقديها، وتمثل بقية الجرائم سياسة الإغراق والإنهاك للمجتمع لينكفئ على نفسه.