سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

العرب ونووي إيران ومعادلة توازن الردع الاستراتيجي

Sunday 17 July 2022 الساعة 09:27 am

امتلاك إيران للسلاح النووي هو في الأساس فرصة وتهديد للدول العربية لكنه بالنسبة لإسرائيل هو تهديد فقط.

فرصة للدول العربية لأن إيران إن امتلكت القنبلة النووية سينفتح سباق التسلح النووي في المنطقة وستمتلك دول كالمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات قوة الردع النووي لحماية نفسها. 

تماماً كما حدث بين الهند وباكستان. 

على أن هذه الدول الثلاث شرعت منذ سنوات في بناء برامج ومنشآت وبنى تحتية ومفاعلات نووية وتدريب كوادرها الوطنية، وبواقع الحال ما زالت كل تلك البرامج النووية مخصصة للاستخدام النووي السلمي وملتزمة بقواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي الذي يحرم امتلاك السلاح النووي. 

إذا كسر البرنامج النووي الإيراني قواعد الاستخدام السلمي وأنتج قنبلة نووية وعجز المجتمع الدولي الغربي بقيادة أمريكا وإسرائيل عن منعها سيفتح ذلك الطريق لتصعيد البرامج النووية في الدول العربية التي تعتبر إيران تهديداً.

إسرائيل وحدها هي المهددة والتهديد ليس بوجود السلاح النووي بيد إيران فقط وإنما بفتح إيران الطريق للآخرين في المنطقة أن يصبحوا دولاً نووية.

تخشى إسرائيل هذا السيناريو الذي إن حدث سيجردها من التفوق العسكري في المنطقة ويخلق معادلة توازن ردع استراتيجي جديدة لا تكون فيه إسرائيل سيدة الشرق وحدها وطبعاً لن تكون هي وإيران فقط.

ولهذا تتحرك إسرائيل ويبدو حماسها واضحاً لمنع كسر قانون الاحتكار النووي. 

فيما تبدي الدول العربية الثلاث: السعودية والإمارات ومصر عدم حماسة لمواجهة إيران عسكرياً، بل وذهبت هذه الدول لأبعد من ذلك بالسير نحو الحوار مع إيران وإعادة السفراء وخفض الصراع معها. 

والتصريح بأنه لا "ناتو عربي" ولا محور عسكري عربي سيقوم مع إسرائيل لمواجهة إيران عسكرياً. 

بذكاء تدير الدبلوماسية العربية الثلاثية المشكلة وتحولها من أزمة للمحيط العربي مع إيران إلى أزمة للتفرد الإسرائيلي ومنه الأمريكي والغربي والتفوق العسكري الاستراتيجي الذي صنعه الردع النووي الإسرائيلي طول العقود الماضية. 

سيصبح السلاح النووي الإيراني تهديداً للدول العربية في حال أقدمت عليه إيران ولم تحول الدول العربية الخطوة الإيرانية إلى مفتاح وصافرة انطلاق سباق التسلح.

والمؤشرات كلها تقول إن امتلاك إيران للقنبلة النووية يمنح ترخيصاً لغيرها في المنطقة.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك