د. صادق القاضي

د. صادق القاضي

تابعنى على

القيادات اليمنية.. عُقد النقص ودرجات الدكتوراه.!

Friday 08 July 2022 الساعة 04:16 pm

جميل أن تكون القيادات العسكرية والمدنية.. اليمنية، متعلمة، ومثقفة، ومؤهلة علمياً وأكاديميا، وحاصلة على شهادات عليا، من أرقى الجامعات العربية والعالمية.

المهم أن تكون هذه المؤهلات حقيقية، ولا تحوم حولها الشبهات وعلامات التعجب والاستفهام. كما في بعض الحالات، مثل حالة الفريق الركن/ صغير بن عزيز.. الذي حصل مؤخراً. على درجة الدكتوراه في الدراسات الاستراتيجية من جمهورية السودان الشقيقة.!

اليمن في حالة حرب، وهو رئيس هيئة الأركان العامة، للجيش، ودراسة الدكتوراه بحاجة إلى تفرغ تام، لسنوات، وهو بالتأكيد، لم يكن متفرغا بأي شكل، للبحث والتحصيل العلمي.!

هل كان هذا الرجل منشغلا فعلا، بالسر، ومن وراء الجميع، طوال السنوات السابقة، عن عمله وواجباته والتزاماته، ومتفرغا للبحث والتحصيل العلمي.؟!. لكن هذه خيانة لواجباته، وتفسر جزئيا فشل المقاومة ضد الجماعة الحوثية.

فعلها الشيخ أو الدكتور، أو الشيخ الدكتور "حميد الأحمر" من قبل، حصل على شهادة دكتوراه من السودان أيضا، في الوقت الذي كان فيه قائدا لما يسمى "ثورة 2011"،  وهذا قد يفسر بدوره فشل تلك الثورة الكارثية.!

وباعتبار أن الجنرال أو الجنرال الدكتور "صغير بن عزيز" حصل على شهادة الدكتوراه عبر المراسلة وعبر الزوم، المسألة بحاجة لتفرغ ذهني وانشغال معرفي: هل كان هذا الرجل طوال السنوات السابقة منشغلا ذهنيا وعلميا، عن مشاكل وأزمات وحروب اليمن الراهنة بمشكلة "التغلغل الإسرائيلي في دول شرق أفريقيا"؟!

ثم. هناك ألف دراسة ودراسة عن موضوع دراسته، وبنفس العنوان "التغلغل الإسرائيلي في دول شرق إفريقيا، وأثره على الأمن القومي العربي". ألم يجد موضوعا جديدا، بعنوان جديد. بدلا من التكرار الحرفي لنفس العنوان المستهلك؟!

قد يقول قائل: إن الرجل. ككثيرين غيره، اشترى الدراسة من سوق أكاديمية سوداء، أو سرقها ببساطة من الفضاء الرقمي المتخم بمثل هذه العناوين المستهلكة.

لكن. المسألة على وجاهتها تحتاج إلى المزيد من التحقق، وفي كل حال. السودان ما تزال سيئة السمعة، على الصعيد الأكاديمي. حتى بعد الثورة على نظام الإخوان.!

الحوثيون بدورهم. حصلت بعض قياداتهم الميدانية. على شهادات بكلوريا وليسانس، وأتوقع أن تحصل بعض قياداتهم العليا، مثل عبد الملك الحوثي، أو المشاط، أو أبي علي الحاكم، على شهادات دكتوراه، من جامعات يمنية أو إيرانية، وبنفس الطريقة عبر الدراسة أو المراسلة عن بعد.!

لا أدري ما الذي ستضيفه هذه الشهادات لهذه القيادات من امتيازات، هم ليسوا بحاجة أصلا لامتيازات مالية، أو وظيفية، لم تعد المناصب بحاجة إلى مؤهلات، حتى المناصب التعليمية والأكاديمية، وزير التربية والتعليم ومثله وزير التعليم العالي في صنعاء. لم يحصلا على غير الشهادة الجامعية.!

قد يحصل هذان الوزيران على شهادات دكتوراه، حتى يوهما الآخرين بأنهما على قدر مناصبهما، وليس من البعيد أن يتم مستقبلا. تعيين أحدهما أو شخص آخر حصل على الدكتوراه بنفس الطريقة، رئيسا لجامعة صنعاء.

هكذا تقريبا فعل الشيخ الزنداني. فشل في الحصول على شهادة جامعية في الصيدلة، من القاهرة، وحتى يتخلص من عقدة النقص، اتجه إلى الجماعات الدينية، ومن خلال بعض الهرطقات. حصل على شهادة دكتوراه، وعاد إلى اليمن، فبنى جامعة وأصبح رئيسها.!