عبدالكريم المدي

عبدالكريم المدي

تابعنى على

جرعة حوثية جديدة.. إفقار ممنهج

Thursday 07 July 2022 الساعة 05:46 pm

جرعة سعرية جديدة يفرضها الحوثي في صنعاء (اليمن) على المشتقات النفطية.

لقد دخلت هذه المليشيات القادمة من جبال صعدة صنعاء تحت شعار: "تخفيض تسعيرة الوقود (500 ريال يمني) وتحقيق العدالة وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتعزيز قيم وأسس الدولة المدنية الحديثة".

ولكم العودة لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي طعنه الحوثي مثلما طعن وغدر بدستور البلد والقانون الإنساني.

أريد طرح حقائق معاشة ومعاناة شعب صار غذاؤه ودواؤه وأرضه ومسكنه ومواطنته تحت رحمة (المشرف الحوثي).

المهم.. إذا قلتُ لكم إن الحوثي وبصورة عملية ممنهجة نكث بكل عهد واتفاق وتوقيع وعهد، فإن كلامي سيظل ناقصا في هذه المسألة.

ولعل التعبير الأدقّ، هو أن الحوثي الذي ينفذ أجندة إيران و"الولاية" كفر بكل شعار رفعه، ومبدأ أعلنه.. دنّس كل قيمة وطنية وأي رابط إنساني في وضح النهار.

ولم يكتفِ بذلك فحسب، بل إن كل من كانوا ممثلين له في الصفّ الأول (مؤتمر الحوار الوطني وغيره) غادروا المشهد تماما إما للآخرة وإما للمنفى... الخ و(بعضهم من ينتظر).

راجعوا القائمة الأبرز التي مثلت الحوثي بمؤتمر الحوار الوطني ووقعت على مخرجاته في فندق موفنبيك بصنعاء.

أكيد تتذكرونهم ولا أريد أن أذكر أسماء، فجميع المراقبين تقريبا يعرفونهم.

- الحوثي قطع الرواتب 

- جوع الشعب

- شيطن اليمنيين والتحالف والعالم.

حتى أمريكا، بريطانيا، وفرنسا وألمانيا والغرب عموما شيطنها، رغم أن هناك شعورا يمنيا مقاوما للحوثي وهو غالبية الشعب، صار يدرك أن الغرب يسند الحوثي بشكل أو بآخر.

راجعوا مواقف الغرب واتفاق ستوكهولم في 2019 وكيف خدموا الحوثي، الذاكرة لا تخون وهناك أحداث حصلت قبلها وبعدها.

لذلك صار اليمني والمراقب من داخل اليمن وخارجها لم يعد واثقا بحماة الديمقراطية والمدافعين عن حقوق الإنسان.

 وحول هذه الجزئية هناك فهم شعبي يمني عالٍ لمواقفهم، فالإنسان اليمني رغم فقره والتضييق عليه من قِبل الحوثي ومشرفيه العنصريين الذين تقف وراءهم ثلاثون إذاعة محلية و15 قناة تلفزيونية نهبتها جماعة عبدالملك الحوثي وعشرات العشرات من المواقع الإلكترونية وخذوا معكم إعلام حزب الله والحشد الشعبي في العراق والحرس الثوري الإيراني، هذا الشعب لم يعد جاهلا أبدا وصار مدركا لهذا التضليل والتزييف ومحاولات القفز على الحقائق وتسليع الجانب الحقوقي وصراخ من يعتبرون في الغرب في الخندق الأول للدفاع عن الإنسان وحقوقه، الذين لم يلتفتوا لثلاثة ملايين لغم زرعها الحوثي ومئات الصواريخ البالستية (الإيرانية) التي أطلقها على المدنيين داخل اليمن وخارجها ومثلها الطائرات المسيرة (الإيرانية) والقنص والخطف والتعذيب حتى الموت في سجون عبدالملك الحوثي وزنازين جماعته.

لقد أصابني ألم بالغ حينما أفاق اليمنيون قبل أيام على جرعة جديدة (زيادة كبيرة في أسعار الطاقة) فرضها عليهم زعيم الجماعة الحوثية لمضاعفة تجويع الشعب وقتله.

أضيف:

هل تعلمون أن صنعاء وعشر محافظات يمنية أخرى تموت موتا بطيئا تحت نيران وبطش وفساد وإرهاب ولصوصية الحوثي؟

الموظفون في صنعاء وكافة مناطق سيطرة (ولاية الفقيه الجديدة) يشكون من قطعها لرواتبهم وخطفها لأبنائهم واستغلالها لهم والعمل ليلا بنهار للدفع بهم لجبهات حربها ولا يعنيها إن كانوا أطفالا أم موظفين أم وحيدي أسر.

الجرعة الحوثية الأخيرة على اليمنيين شكّلت لطمة جديدة.

أدركُ أن الناس في صنعاء وغيرها في مناطق سيطرة الحوثي، حاولوا استجداء الأمل من خلال الهدنة رغم معرفتهم بالحوثي.

أعتقدُ أنهم اعتقدوا بإعلانها (الهدنة) وتدفق المشتقات النفطية (وإن كانت تصل من قبل) ستمثُّلُ انفراجة لمعاناتهم وستُدفعُ رواتب الموظفين ويُطلقُ الأسرى لدى الحوثي ويُفكُّ الحصار عن تعز، لكنهم تفاجأوا بجرعة سعرية جديدة فرضها عليهم عبد الملك، ومعها زيادة في الضرائب والإتاوات ومعدلات الخطف ولغة العنجهية والقوة والترهيب على الأطفال والنساء والمدنيين عموما.

أختتم:

أقولها بصدق معطيات الواقع تقول: إن هناك إجراما حوثيا متصاعدا لم تفصح عنه هذه المليشيات وراقبوا جرائمها بحق الشعب تواليا منذُ 2004 مرورا ب2014 و2017 وصولا لليوم، شاهدوا تصاعد جرائمها الفظيعة واستخفافها بالمواطن اليمني.

 خلاصة القول:

كل المراسلات وشبكات التواصل الاجتماعي تضجُّ برفض شعبي للحوثي، ولعل الأمر الذي يحملُ أكثر من بُعد وطني، أن تصلك رسائل عدّة لخّصتها آخر رسالة تقول: "إذا كُتب لنا بالموت، فلنمت، لكن ليس تحت مقصلة الحوثي، إنما في حرب حرية وكرامة قد يصل حِمى وطيس غبارها وشمّ بارودها لِمن لم يسمعنا لليوم ويعرف من هي الحوثية التي تقتلُ شعبنا اليمني وتُحاول استعباده..!".

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك