سامي غالب

سامي غالب

تابعنى على

نفاق الحاكم في عهد "الثورجيين"

Saturday 11 June 2022 الساعة 09:32 am

قدرنا أن نتعايش، كيمنيين، مع النفاق في أفظع تجلياته.. نفاق الحاكم أقصد، وهذه ظاهرة طارئة في اليمن على حد علمي.

 ومن أسف فإن الفئة الأكثر انخراطا فيها هي فئة "الثورجيين"! 

في فبراير 2012 كان اليمنيون يطوون صفحة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح والدخول في مرحلة انتقالية تنتهي بانتخاب رئيس جديد في فبراير 2014.  

 ما حصل أن "مات الرئيس.. عاش الرئيس" لم تكن البلد مهيأة لها. فالرئيس الأسبق لم يمت كما أن الرئيس الجديد لم "يعش" لكن "الثورجيين" كان لهم رأي مغاير، إذ أن موجة تكريس "الرئيس" كبطل بدأت في اليوم الثاني، هكذا تجلى عبدربه منصور هادي ثائرا من ميدان الجامعة نصبته الثورة رئيسا رغما عن مشيئة الحاكم الذي يوشك أن يغادر! 

 يمكن العودة إلى كتابات "الثوار" في المرحلة الانتقالية وبخاصة رموزهم في الساحات وفي الصالونات لنرى العجب.

 فيها بدا هادي "ابن" الثورة وأباها في آن. 

كان الوضع هزليا قدر ما هو مأسوي… نائب الرئيس الذي ثار عليه الشعب صار بخفة البعض وانتهازيتهم قائد الثورة والبطل رغم أنفه! 

كذلك جرت الأمور في عامه الأول؛ أكبر قدر من القرارات الرئاسية كانت من نصيب أحزاب المعارضة و"شباب الثورة"!

وثمن هذه كان مدفوعا سلفا من شهداء الثورة وجرحاها، وهذه القصة الأكثر إيلامًا في المرحلة الانتقالية (2012- 2014).  

  لم تنته المرحلة الانتقالية لأن الهدف كان قد تلاشى، ولأنها انفتحت على مراحل تداخلت فيها سياسات "الزعيم" ونائبه الذي بات محاطا بالانتهازيين من زمن صالح ومن معارضيه فضلا عن حثالة من "الثورجيين" وجدوا في هادي القائد الضرورة لما سموها "ثورة". 

  عاش اليمنيون أشد سنواتهم بؤسا في السنوات التي تلت؛ صار الرئيس الانتقالي اعتياديا، والمرحلة الانتقالية دائمة و"الثورجية" يزاحمون رجال صالح الأوفياء على كراسي المقدمة والعرض الانتقالي يتجدد بالوفاق وبالحرب إلى أن قرر الرعاة تنحية "الرئيس الضرورة" والمجيء برئيس انتقالي آخر في مشهد لا نراه إلا في مسرح "العبث". 

بعد مرور أكثر من شهرين على رحيل هادي ومجيء (رشاد) العليمي يمكن القول إننا إزاء "مات الرئيس.. عاش الرئيس" برعاية خليجية مطلقة، وهذه المرة بلا أية رتوش؛ الثورجيون صاروا أكثر مراسا في نفاق الحاكم (حتى وهو لا يحكم خارج دار حكمه)، ورجال الرئيس الأسبق الأوفياء يتقاسمون الامتيازات مع "الثوار" واليمنيون العاديون ينفقون أو يتضورون جوعا… وللحديث تتمة.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك