يحل عيد الفطر المبارك هذا العام وأبطال حراس الجمهورية مرابطون في متاريسهم ومواقعهم المتقدمة على خطوط النار في الساحل الغربي للعام الرابع بعزيمة تلين أمامها الصخور الجاثية تحت أقدامهم.
تجدهم بكامل قيافتهم العسكرية واستعدادهم القتالي وروحهم المعنوية العالية في استقبال قادة الألوية والوحدات الزائرين يبادلونهم التهاني والتبريكات بمناسبة العيد بوجوه بشوشة ضاحكة.
ورغم قسوة الطبيعة التي رسمت التجاعيد في وجوههم فيما تولت الشمس الحارقة صبغ بشرتهم بألوان داكنة؛ إلا أنك تشعر بأعناقهم المشرئبة صوب صنعاء بانتظار قرار تحريرها من المليشيا الحوثية.
ورغم فراق أسرهم أيضاً في يوم مهم مثل عيد الفطر المبارك إلا أنك لا تشعر بوطأة ذلك عليهم خصوصاً عندما يكشفون لك أن العيد في الجبهات مع رفاق السلاح له ميزات لن تجدها وأنت في منزلك.
عند مناقشتهم يؤكدون لك تمسكهم بالهدنة رغم انتهاكات المليشيا المستمرة، وهم في الوقت نفسه متحفزون بانتظار اللحظة التي تجازف مليشيا الحوثي بإعلان إنهائها ليتم الانقضاض عليها.
إن قضاء جزء من يوم العيد مع هؤلاء الأبطال يجعل القادم من هناك يعود بروح جديدة وهمة تناطح السحب وتغيير جذري في أسلوب التفكير وأولويات الاهتمامات الحياتية مستصغراً ما كان يعتبرها صعوبات تواجهه في حياته العامة.
