محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

الموت للديكتاتور: تهتف طهران.. تهتز بغداد وبيروت وتتوجس صنعاء

Thursday 21 November 2019 الساعة 09:57 pm

عجباً أن يبقى الديكتاتور الإيراني يشعل الحروب في مناطقنا العربية وبلاده تعاني ويلات الاستبداد والجبروت والطغيان، يهتف بالموت لأمريكا وشعبه يتساقط عليه الموت ظلماً وطغياناً، ديكتاتور حوّل بلاده إلى مزرعة للفتنة الطائفية يصدّر ثمارها إلى كل البلدان التي يريد أن يدخلها ويبث فيها الرعب والخراب.

الديكتاتور لا يمكن أن يقيم سلطة في أجواء آمنة واستقرار اجتماعي وسياسي، إنه يخلق من الحروب وسيلة لاستبداده، ومن الأعداء الوهميين حالة خوف ورعب في نفوس المجتمع، ومن الجوع والفقر طريقة لإخضاع أحلام الناس التي يجب أن تراوح مكانها في رغيف خبز ودواء، ولا يجد ذلك إلا بمشقة مع إجباره على شكر الديكتاتور الذي تمنن عليهم بكل هذا السخاء المعدوم.

تعمل إيران بنظامها الشكلي الذي يزاوج ما بين الليبرالية أداتها الانتخابية وما بين العقيدة الشيعية الإسلامية التي تولي الإمام الغائب كل اعتقاد في خلاص الناس على يديه، ولطول الانتظار للمهدي الذي لن يأتي، قامت حلقة السلطة عقب الثورة الإيرانية بخداع الناس والتنظير بلزومية تنصيب إمام ينوب عن المهدي، يقوم بهمامه ووظائفه في الحدود الدنيا، وهنا تم تنصيب الديكتاتور الذي يخلفه ديكتاتور ينتهك شعب إيران وشعوب المنطقة.

لقد تحمل الشعب الإيراني كل نتائج العقوبات الأمريكية المفروضة على الديكتاتور بسبب البرنامج النووي، هذا الجهد من التحمل والثقل الكبير الذي ألقى بظلاله على حياة المجتمع وتدهور الحالة الاقتصادية دون حلول واقعية يقدمها الديكتاتور لهم، سوى الصراخ بالموت لأمريكا.

عندما يهتف الشعب الإيراني بالموت للديكتاتور فإن بغداد قد سبقته بقليل عندما صرخت في وجه عمائمه السوداء فاهتزت وتكاد أن تسقط، وبيروت التي أربكت عمامته وتكاد أن تسقط، وصنعاء التي تعاني المخاض ولا بد أن تسقط عمامة الديكتاتور.

المجتمع الإيراني لا يستحق أن يحكمه نظام ديكتاتوري مستبد، ولا يستحق أن يبقى رهين الأيديولوجيا التي عزلته عن العالم والحضارة والمستقبل، في نفس الوقت لا تستحق شعوب المنطقة أن تتأثر برياح هذه الأيديولوجيا التي تعيق الناس من حريتهم.

ما يحدث للنظام الديكتاتوري من اهتزازات داخلية وخارجية هي مرحلة أولى وخطوة كبيرة إلى الأمام، ولن يعود الوضع كما كان عليه سابقاً بنفس العقلية والمنهجية في بغداد وبيروت على الأقل، لقد خلق الحراك الشعبي وعياً ناضجاً بخطورة هذه الأيديولوجيات المستوردة وأثرها السلبي على حياة المحتمع وتماسك النظام السياسي.

إن لم تكن هناك نتائج مباشرة للحراك الشعبي فلا قلق، فقد زُرعت البذرة الأولى في قلوب الناس وأصبح الأمر متعلقاً بنتائج النخب والعمائم التي إذا تغيرت وتخلت عن طهران بشكل طوعي وهذا مستحيل، ما لم فإن البذرة ستنمو وتأتي ثمرتها بإسقاط العمائم وحرقها لتمطر في طهران حميماً على قصور الديكتاتور.

بغداد وبيروت تحاولان أن تكونا أكثر سلمية وأكثر وعياً بالأهداف الوطنية، لأن طهران وعمائمها تحاول أن تجرهم إلى مربع السلاح والمواجهة، ليكون قمع الناس وقتلهم له مبرراً وإن كان واهياً أمام العالم الذي يدرك ما تفعله هذه الأيديولوجيا من فساد ونهب وقتل وسيطرة بالقوة.

الحوثي في صنعاء يراقب الحراك في طهران وبيروت وبغداد ويشعر أنها في شارع باب اليمن والسبعين والتحرير، يسمع عبر الإعلام يسقط الديكتاتور فيرجف قلبه ويمسك الكرسي بالقوة، يعرف أن صنعاء قريبة في ولادتها الأخيرة فيرسل أتباعه إلى كل بيت وشارع ومقهى يتوجسون ويبطشون بقبضتهم الأمنية التي تنم عن خوف وقلق.

صنعاء بحاجة فقط إلى من يقودها ويرتب ولادتها الأخيرة التي ستطوي الحوثي بعنف الناس والصبر الذي ادخروه طيلة السنوات الماضية، يجب أن يعرف الناس من سيقودها ويرتب انطلاقتها، "الإخوان" كارثة إذا أرادوا أن يقودوا صنعاء، لأن الأمر سيفشل وينتهي بذبح الناس في شوارعها والدماء ستكون نخب الحوثي وشريكه في الجريمة "الإخوان".