أمين الوائلي

أمين الوائلي

تابعنى على

"رئيس المرجعيّات": يمنٌ بلا رئيس

Monday 30 September 2019 الساعة 04:41 pm

 

لا يفوِّت مسئولو الشّرعية، الرئيس ومَن دونه، مناسبة إلا وأعادوا تأكيد رغبتهم في السّلام والحل السّياسي بناءً على المرجعيات الثلاث.

وأضيف إليهم، مؤخراً، محمد الحضرمي، وزير الخارجية الأجد في حكومات هادي، الذي استرجع حديث المرجعيات الثلاث من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ومثله مثل الرئيس ومثل غيره من المسئولين والوزراء وسابقيه، شدد على السلام خياراً أولاً وأخيراً للقيادة السّياسية بزعامة فخامة الرئيس.

وفخامة الرئيس شدّد مجدداً، في خطاب مكتوب وزّعته وكالة سبأ عشية 26 سبتمبر والعيد السابع والخمسين للجمهورية المجيدة، على الأيادي البيضاء الممدودة للسلام بموجب المرجعيات.

فخامته، رئيس المرجعيات بلا منازع، التوافقي الانتقالي المؤقت الممدد والممتد والمؤبد، سلماً وحرباً. واليمن، بلا رئيس.

لم يذكر، في خطابه هذه السنة والمرة، إنهاء الانقلاب واستعادة صنعاء والجمهورية والدولة ورفع العلم، في العاصمة على الأقل إذا رأى فخامته، مثلاً، أنّ مران كانت مبالغة منه في تلك المرة.

لكنه تخلى عنها جميعاً. هل يعرف أحدكم أنه جيء على ذكر صنعاء بهذا المعنى مرة في الخطاب ؟

كانوا يقولون إنّ الحرب، بالضرورة، تحتمتها ضرورات المرجعيات الثلاث.

لم تُنجز أهداف الحرب. في الواقع حيل دونها، بطرق كثيرة سيئة وبانخذالات أسوأ امتيازاً للشرعية نفسها.

قبل أن يتحولوا، ارتداداً للصفر الأول ونقطة ما قبل كل هذا الذي حدث، للحديث عن السلام. وبالضرورة، بموجب المرجعيات الثلاث.

وما بين الحرب والسلام -دائماً بموجب المرجعيات- وبين المرجعيات، جرت دماء كثيرة (وليس مياهًا).

لماذا جرت؟

هل كان خيار الرئيس شخصياً، أم خيار الضرورة وطنياً وتاريخياً؟

هل يتعلق مصير اليمن وشعبه، إذاً، بخيارات وتفضيلات فخامة رئيس المرجعيات ومن يقاسمهم العيش والملح والقرار والسلطة والفشل؟

هذا الطاقم الكارثي المغترب خمساً طحنت اليمنيين دون ثورتهم وجمهوريتهم ودولتهم وعاصمتهم ودون المرجعيات الثلاث.

وبدون أي شيء من هذا كله، يأخذ فخامته (الرئيس والطاقم) خياراً بالعودة إلى الصفر والهبوط (هناك) آمناً، بمظلة المرجعيات الثلاث؟!

ما حدث في أماكن ومناسبات كثيرة يتدافع قُدماً إلى ما حدث أخيراً في كتاف.

أمامنا حالة مصنوعة بعناية مونتاج وإخراج مشترك لا تنطلي على الإنسان العاقل بالطبع.

وهي في الرسالة الخاصة والخلاصة؛ مثال جيد لا ينقصه السوء، لما يمكن أن تذهب إليه كواليس (صفقة سلام) يُستحلب من بين لحم ودم اليمنيين مدنيين وعسكريين!

لا فرق بين السّلام والحرب إذا لم تتقرّر النتيجة.

هل كانت الحرب ضرورة تطلب غاية؟

أم كانت الحرب غاية بذاتها ولذاتها، وتتبادل الأدوار مع السلام الذي يحافظ على شروط ومقدمات ومسبّبات الحرب؟

لكن مصير وبلاد وثورة وجمهورية ومستقبل اليمن واليمنيين هو شيء يخص اليمنيين، كل يمني شخصياً وبالأصالة عن نفسه.

سيمضي هادي ومن معه والحوثي ومن معه ويبقى اليمن ومن معه.

وأمام اليمنيين المستقبل بطوله ليقرّروا متى ما أرادوا وكيفما أرادوا خياراتهم.

وحدهم المرجعيات الثلاث والعشر والمائة والألف.

فعلوا ذلك مراراً في التاريخ.

والتاريخ خطوة في الأمس والماضي، وخطوات في الغد والمستقبل.

وحدهُ اليمن المرجعية.