فتحي الباشا

فتحي الباشا

تابعنى على

وثيقة الحوثي القبلية.. الظرف والهدف

Thursday 07 March 2019 الساعة 08:07 am

استغرب تفاجؤ البعض من الوثيقة التي مررها الحوثي في حشد من عناصره باسم القبائل اليمنية..
وكأن الحرب "مزحة" وكأننا لسنا في صراع قائم ومحتدم منذ اربعة أعوام ووصل مرحلة كسر العظم.

والحقيقة أن بنود الوثيقة أمر واقع في حال حسم الحوثي المعركة لصالحه.. كون المنتصر دائماً هو من يفرض شروطه، ما بالكم بجماعة انتقامية تحمل ثأراً تاريخياً من الجميع كمليشيا الحوثي.

أما إذا ما حسم اليمنيون المعركة لصالحهم أو تم التوصل لتسوية سياسية.. في كلا الحالتين فالوثيقة الحوثية مجرد حبر على ورق.

لذلك فإن انعكاسات الوثيقة حالياً على مجريات الصراع "محدودة"، فكل طرف في مترسه ولا يوفر استخدام أي سلاح في وجه خصمه.

المهم عند نقاش هذا الموضوع برأيي هو تحديد (الظرف والهدف) الذي دفع الحوثي لإعادة النبش في دفاتره القديمة واستدعاء وثيقة أعلنها في 2015 ورماها بين الأدراج، وأيضاً تأثيرها على مناطق سيطرته (وليس من هم في الأصل ضده فهؤلاء لن ينالهم شيء كما وضحت).

والأسباب الرئيسية، من وجهة نظري، في استدعاء هذه الوثيقة في هذه الظرف، هي:

- فشل الحوثي في تحشيد المزيد من القبائل للجبهات (بند الغرم القبلي).

- انتفاضة قبائل حجور ورفض عدد من القبائل المشاركة في إخمادها خوفاً من الثارات المستقبلية (بند أمن ساحة القبيلة).

- مخاوفه من انتفاضات جديدة للقبائل فيما لو توسعت الانتفاضة باتجاه باقي مديريات حجة وعمران.

- الحيلولة دون التحاق مزيد من القبائل باتجاه جبهات الجيش والمقاومة الوطنية المدعومة من التحالف.

أما الهجوم والإثارة الإعلامية لموضوع الوثيقة فهي تحقق أهداف الحوثي في نشرها والتعريف ببنودها وإعطائها المشروعية السياسية باعتبارها صادرة عن سلطة أمر واقع.

والوسيلة المثلى للتعامل مع هذه الوثيقة، من وجهة نظري، تتمثل في التحرك في مسار موازٍ عبر (مؤسسات الشرعية) و(القبيلة اليمنية) ومعظم رموزها باتوا إما في المناطق المحررة أو في الخارج.

فالشرعية عليها التحرك لاتخاذ قرارات سياسية وإدارية وقضائية بحق رموز الانقلاب من قيادات المليشيا الحوثية وقيادات الدولة العاملين معها.

بينما القبيلة اليمنية عليها العمل على عقد اجتماع مماثل ولو في مأرب أو العاصمة السعودية لبلورة وثيقة شرف موازية لتأكيد موقف القبائل اليمنية في مواجهة الانقلاب الحوثي الممول من طهران، وترحيبها بدعم التحالف العربي لليمنيين في هذه المعركة... الخ.

الشاهد الأهم في هذا الموضوع بعيداً عن كل ما سبق:
هو أن الحوثي يمر بمرحلة ضعف وضغط، وهو يدرك المخاطر التي يواجهها (داخلياً، وخارجياً) ويتحرك بديناميكية ويحاول ابتكار حلول ومعالجات لكل حدث وفق رؤية واضحة، بينما الطرف الآخر يغط في نوووم عميييق وهو عاجز حتى عن التقاط المبادرة في هدايا مجانية في متناول يده.

قد تقلب المعادلات (كما حدث في حجور).. فما بالكم بإمكانية تحركه لابتكار خطوات للمضي للأمام في معركة استعادة الدولة أو تقديم حلول للقضايا والتهديدات التي تواجهه.

* من صفحة الكاتب علی (الفيس بوك)